الجمعة، 12 أبريل 2024

كشف التحريفات (٦٨): تحريف الوهابية كتاب إظهار الحق للشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي

بسم الله الرحمن الرحيم
كشف التحريفات (٦٨): تحريف الوهابية كتاب إظهار الحق للشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي

قام الشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي بتأليف كتاب (إظهار الحق) للرد على النصارى وإثبات وقوع التحريف في التوراة والإنجيل وإعجاز القرآن الكريم ونبوة النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله، وقد أثبت الشيخُ في هذا الكتاب براءةَ الشيعة الإمامية الاثني عشرية من القول بتحريف القرآن الكريم، ونقل كلمات كبار علماء الإماميّة في إثبات ذلك، ولكنّ هذا الأمر لم يكن ملائماً للوهابية الذين يعتاشون على الفتن والأكاذيب والافتراء على الشيعة، ولذلك قاموا بتحريف الكتاب، ففي الطبعة التي طبعتها ونشرتها الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية حُذِفَ ما قاله الشيخ الهندي في تبرئة الإماميّة وما نقله من كلمات علمائهم.
وفي المقام، سنعرضُ عدَّةَ طبعاتٍ أثبتت النص الأصلي بالإضافة إلى الطبعة المحرَّفةِ، وما هو ملونٌ باللون الأصفر في كل الطبعات تمَّ حذفه كاملاً في طبعة (الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية)، وليطالع القارئ الكلامَ قبل النص المحذوف وبعده في الطبعات الصحيحة ليلاحظ موضع الحذفِ في الطبعة السعودية المحرَّفة.

طبعة مصريَّة قديمة من مطبوعات مكتبة الثقافة الدينية – القاهرة (غير محرفة)

طبعة المكتبة التوفيقية بجمهورية مصر العربية (غير محرفة)

طبعة المكتبة العصرية – صيدا - بيروت (غير محرفة)

طبعة المكتبة العلمية – بيروت / لبنان (غير محرفة)

طبعة دار العقيدة – مصر (غير محرفة)

الطبعة السعوديّة المحرفة لكتاب (إظهار الحق)

كشف التحريفات (٦٧): تحريف حاشية الصاوي على تفسير الجلالين بسبب مهاجمة المؤلف للحركة الوهّابية

بسم الله الرحمن الرحيم
كشف التحريفات (٦٧): تحريف حاشية الصاوي على تفسير الجلالين بسبب مهاجمة المؤلف للحركة الوهّابية

كتب الشيخ أحمدُ الصاويّ المالكي في حاشيته على تفسير الجلالين عند تفسير «سورة فاطر» ما نصُّه: (وقيلَ: هذه الآية نزلتْ في الخوارج الذين يُحرّفون تأويل الكتاب والسنَّةِ ويستحلُّون بذلك دماء المسلمين وأموالهم، كما هُوَ مُشَاهَدٌ الآن فِي نَظائرِهم وهُم فِرقةٌ بأرض الحجاز يقال لهم «الوهابية»، يحسبون أنّهم على شيءٍ ألا إنَّهُم هم الكاذبون، استحوذَ عليهم الشيطان فأنساهُم ذكر الله، أولئك حزبُ الشيطان ألا إنَّ حزبَ الشيطانِ هُم الخاسرون، نسألُ الله الكريم أن يقطعَ دابرَهُمْ).
وهَذا النصُّ موجودٌ فِي حاشيته على تفسير الجلالين في طبعةٍ قديمة تعود إلى سنة 1926ميلاديّة/1345هجريّة[1]، وهذه الطبعة من أقدم الطبعات وأبعدها عن يد التحريف الوهّابية، وتعود إلى ما قبل 90 عاماً، وأيضاً: قد قوبلت هذه الطبعة على طبعة أخرى سنة 1295 هجريّة ونسخٍ خطية أخرى.
وكذلك ورد هذا النصُّ - كما هو - في طبعةٍ حديثة طبعتها دار إحياء التراث العربي بتحقيق محمد عبد الرحمن المرعشلي سنة 1434 هجريّة/2013 ميلاديّة[2].
ولكنّ الكتاب تعرَّض للتحريف في طبعة دار الجيل الصادرة ببيروت، حيثُ حُذِفَ فيهـا تصريح المؤلف بمراده من الفرقة التي بأرض الحجاز وهم الفرقة الوهابية، فجاء في حاشية الصاوي في هذه الطبعة ما نصّه[3]: ( وقيلَ: نزلتْ هذه الآية في الخوارج الذين يُحرّفون تأويل الكتاب والسنَّةِ ويستحلُّون بذلك دماء المسلمين وأموالهم، كما هُوَ مُشَاهَدٌ الآن فِي نَظائرِهم وهُم فِرقةٌ بأرض الحجاز [...] يحسبون أنّهم على شيءٍ ألا إنَّهُم هم الكاذبون، استحوذَ عليهم الشيطان فأنساهُم ذكر الله، أولئك حزبُ الشيطان ألا إنَّ حزبَ الشيطانِ هُم الخاسرون، نسألُ الله الكريم أن يقطعَ دابرَهُمْ )، وهذه الطبعة قد راجعها الشيخ علي محمد الصبّاغ شيخ القرّاء بالديار المصريّة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] حاشية الصاوي على تفسير الجلالين، ج3، ص255، الناشر: المطبعة الأزهرية – مصر، سنة النشر: 1345هـ/1926م.
[2] حاشية الصاوي على تفسير الجلالين، ج5، ص78، تحقيق: محمد عبد الرحمن المرعشلي، الناشر: دار إحياء التراث العربي، الطبعة: الأولى، 1434 هـ/2013م.
[3] حاشية الصاوي على تفسير الجلالين، المجلد الثاني، الجزء الثالث، ص288، الناشر: دار الجيل – بيروت، مراجعة وتصحيح: محمد علي الصبّاغ.

كشف التحريفات (٦٦): تحريف البخاري رواية حول حكم فقهي في باب النكاح

بسم الله الرحمن الرحيم
كشف التحريفات (٦٦): تحريف البخاري رواية حول حكم فقهي في باب النكاح

روى الحافظ إسحاق بن راهويه في مسنده: (أخبرنا عبد الصمد، حدَّثني أبي، حدثني أيوب، عن نافع، عن ابن عمر في قوله {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} قال: يأتيها في الدبر.
أخبرنا النضر، أخبرنا عبد الله بن عون، عن نافع: كان ابن عمر إذا قرأ القرآن لم يتكلَّم حتى يفرغ منه، قال: فأخذتُ عليه يوماً، فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى قوله {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} فقال: أتدري فيم أنزلت هذه الآية؟ قلتُ: لا. قال: نزلت في إتيان النساء في أدبارهن).
ويبدو أنَّ البخاري لا يقول بهذا الحكم الفقهيّ في هذه المسألة، فقام بتحريفِ الرِّوايةِ وإبهام ألفاظِهَا، فرواها في صحيحه على النحو الآتي: (حدثنا إسحاق، أخبرنا النضر بن شميل، أخبرنا ابن عون، عن نافع، قال: كان ابن عمر رضي الله عنه إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه، فأخذت عليه يوماً، فقرأ سورة البقرة، حتى انتهى إلى مكان، قال: تدري فيم أنزلت؟ قلت: لا، قال: أنزلت في كذا وكذا، ثم مضى.
وعن عبد الصمد، حدثني أبي، حدثني أيوب، عن نافع، عن ابن عمر {فأتوا حرثكم أنى شئتم} قال: يأتيها في)، وليُلاحظ أنَّ البخاري ينقل كلتا الروايتين عن إسحاق بن راهويه، فلا مجال لدفع تهمة التحريف عنه، فإسحاق المذكور في أول السند هو ابن راهويه، والسندُ الثاني معطوف على الأوَّل وهو نفس الإسناد الأول الذي نقلناه عن ابن راهويه، وبالمطابقة بين السندين يتضح ما ذكرناه.

الثلاثاء، 9 أبريل 2024

كشف التحريفات (٦٥): تحريف رواية تدل على إباحة ابن مسعود للمتعة

بسم الله الرحمن الرحيم
كشف التحريفات (٦٥): تحريف رواية تدل على إباحة ابن مسعود للمتعة

روى مسلم في صحيحه: (حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني، قال: حدثنا أبي ووكيع وابن بشر، عن إسماعيل، عن قيس، قال: سمعت عبد الله بن مسعود، يقول: كنا نغزو مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ليس لنا نساء، فقلنا: ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك، ثم رَخَّصَ لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل. ثم قرأ عبد الله: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}).
وروى أحمدُ بن حنبل في مسنده: (حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا إسماعيل، عن قيس، عن عبد الله، قال: كنا نغزو مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وليس لنا نساء، فقلنا: يا رسول الله، ألا نستخصي؟ فنهانا عنه، ثم رخص لنا بعد في أن نتزوج المرأة بالثوب إلى أجل. ثم قرأ عبد الله: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}).
وروى أيضاً في مسنده: (حدثنا وكيع، عن ابن أبي خالد، عن قيس، عن عبد الله، قال: كنا مع النبي صلّى الله عليه وسلّم، ونحن شباب، فقلنا: يا رسول الله، ألا نستخصي؟ فنهانا، ثم رخَّصَ لنا في أن ننكح المرأة بالثوب إلى الأجل. ثم قرأ عبد الله: {لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم}).
وروى أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه: (حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسماعيل، عن قيس، عن عبد الله، قال: كنا مع النبي صلّى الله عليه وسلّم ونحن شباب، قال: فقلنا: يا رسول الله ألا نستخصي؟ قال: «لا»، ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى الأجل، ثم قرأ عبد الله: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم}).
وهذه الرواية دالةٌ على أنَّ النبي صلّى الله عليه وآله قد أباحَ زواج المتعة، ويُفهَمُ هذا من قول عبد الله بن مسعود (ننكح المرأة بالثوب إلى الأجل) فالزواج المذكور له أجلٌ مؤقّت ومهرٌ مُحدَّدٌ، وقَد رواها البخاري في صحيحه ولكنَّها حُرِّفَتْ إذ تمَّ حذفُ كلمة (إلى الأجلِ) ليتوهّم القارئ أنّ الزواج الذي أباحه النبي صلّى الله عليه وآله هو الزواج الدائم؛ لأن كلمة (إلى الأجل) تقتضي وجود قيد الزمن المعيّن إلى مدّةٍ.
روى البخاري في صحيحه: (حدثنا عمرو بن عون، حدثنا خالد، عن إسماعيل، عن قيس، عن عبد الله رضي الله عنه، قال: كنا نغزو مع النبي صلّى الله عليه وسلّم وليس معنا نساء، فقلنا: ألا نختصي؟ فنهانا عن ذلك، فرخص لنا بعد ذلك أن نتزوج المرأة بالثوب. ثم قرأ: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم}).
وروى في صحيحه أيضاً: ( حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير، عن إسماعيل، عن قيس، قال: قال عبد الله: كنا نغزو مع رسول الله ﷺ، وليس لنا شيء، فقلنا: ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك، ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب. ثم قرأ علينا: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم، ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}).

الاثنين، 8 أبريل 2024

كشف التحريفات (٦٤): تحريف رواية تدل على مسح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في وضوئه

بسم الله الرحمن الرحيم
كشف التحريفات (٦٤): تحريف رواية تدل على مسح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في وضوئه

روى الحافظُ أبو داود الطيالسي في مسنده: (حدثنا شعبة، قال: أخبرني عبد الملك بن ميسرة، قال: سمعت النزال بن سبرة، يقول: صلى علي رضي الله عنه الظهر في الرحبة، ثم جلس في حوائج الناس حتى حضرت العصر، ثم أتي بكوز من ماء، فصب منه كفاً فغسل وجهه ويديه، ومسح على رأسه ورجليه، ثم قام فشرب فضل الماء، وهو قائمٌ، ثم قال: إن ناساً يكرهون أن يشربوا وهم قيام ورأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فعل مثل الذي فعلت. وقال: «هذا وضوء من لم يحدث» ).
وهذه الرواية واضحةُ الدلالةِ على أنَّ أمير المؤمنين عليه السّلام قد توضَّأ ومسح على رأسه ورجليه خلال وضوئه وقد روى البخاري نفس الرواية بنفس الإسنادِ عن أحد شيوخه وهو آدم بن أبي إياس العسقلانيّ، ولكنَّ الروايةَ حُرِّفَتْ بشكلٍ يدلُّ على إرادةِ المُحرِّف التعتيم على النصِّ الحقيقي والتشويش عليه.
روى البخاري في صحيحه: (حدثنا آدم، حدثنا شعبة، حدثنا عبد الملك بن ميسرة، سمعت النزال بن سبرة، يحدث عن علي رضي الله عنه أنّه صلّى الظُّهر، ثم قعد في حوائج الناس في رحبة الكوفة، حتى حضرت صلاة العصر، ثم أتي بماء، فشرب وغسل وجهه ويديه، وذكر رأسه ورجليه، ثم قام فشرب فضله وهو قائم، ثم قال: إن ناساً يكرهون الشرب قائماً «وإن النبي ﷺ صنع مثل ما صنعت»).
وبعد هذا التحريف، ماذا يمكن أن يُفهم من عبارة (وذكرَ رأسه ورجليه) وقد أصبحت في غاية الإبهام والغموض؟!

كشف التحريفات (٦٨): تحريف الوهابية كتاب إظهار الحق للشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي

بسم الله الرحمن الرحيم كشف التحريفات (٦٨): تحريف الوهابية كتاب إظهار الحق للشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي قام الشيخ رحمة الله بن خليل ...