الأحد، 22 سبتمبر 2024

صحابة شاركوا في قتل عثمان بن عفّان

بسم الله الرّحمن الرّحيم
صحابة شاركوا في قتل عثمان بن عفّان

ذكر بعض علماء أهل السنّة في كتب تراجم الصّحابة أنّ بعض الصّحابة قد شاركوا في قتل عثمان بن عفّان، منهم: عبد الرَّحمن بن عديس البلويّ، وعمرو بن الحَمِق الخزاعيّ.

أمّا الذين ذكروا عبد الرّحمن بن عديس فهم:
١- قال عبد الله بن محمد البغوي في (معجم الصحابة): (عبد الرحمن بن عديس البلوي، كان ممن بايع تحت الشجرة، قتل في زمن معاوية، وكان ممن سار إلى عثمان).
المصدر: معجم الصحابة للبغوي، ج٤، ص١٦٧، رقم ٨٩٩، الناشر: مبرّة الآل والأصحاب، الكويت.

٢- قال ابن عبد البر في (الاستيعاب): (عبد الرحمن بن عُدَيس البلوي، مصري، شهد الحديبية. ذكر أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: كان عبد الرحمن بن عُديس البلوي ممن بايع تحت الشجرة رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عمر: هو كان الأمير على الجيش القادمين من مصر إلى المدينة الذين حصروا عثمان وقتلوه).
المصدر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ج٢، ص٨٤٠، رقم ١٤٣٧، الناشر: دار الجيل، بيروت.

٣- قال ابن الجوزي في (المنتظم): (عبد الرحمن بن عُديس البلوي: بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة. وروى عنه عليه السلام.
وشهد فتح مصر، واختط بها، وكان رئيس الخيل التي سارت من مصر إلى عثمان، وقتل بفلسطين في هذه السنة، كان قد سجن فهرب فأدركه فارس، فقال له: اتق الله في دمي فإني من أصحاب الشجرة، فقال: الشجر في الحبل كثير، فقتله).
المصدر: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، ج٥، ص١١٤، (حوادث سنة ٣٦هـ)، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت.

٤- قال ابن الأثير في (أسد الغابة): (عبد الرحمن بن عديس بن عمرو بن عبيد بن كِلاب بن دهمان بن غنم بن هميم بن ذهل بن هَنِيّ بن بلي.
كذا نسبه ابن منده وأبو نعيم، وهو بلوي. له صحبة، وشهد بيعة الرضوان، وبايع فيها. وكان أمير الجيش القادمين من مصر لحصر عثمان بن عفان رضي الله عنه، لما قتلوه).
المصدر: أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج٣، ص٤٦٩، رقم ٣٣٥٨، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت.

٥- قال الذهبي في (تجريد أسماء الصحابة): (عبد الرحمن بن عديس بن عمرو بن عبيد البلوي، بايع تحت الشجرة، وكان أمير الجيش القادمين من مصر لحصار عثمان).
المصدر: تجريد أسماء الصحابة، ج١، ص٣٥٢، رقم ٣٧٢٩، الناشر: دار المعرفة، بيروت.
وقال في (تاريخ الإسلام): (عبد الرحمن بن عُدَيس، أبو محمد البَلَويُّ. له صحبة، وبايع تحت الشجرة. وله رواية. سكن مصر. وكان ممَّن خرجَ على عثمان وسار إلى قتاله. نسأل الله العافية. ثم ظفر به معاوية فسجنه بفلسطين في جماعة، ثم هرب إلى السِّجن، فأدركوه بجبل لبنان فقُتلَ. ولمَّا أدركوه، قال لمن قتله: وَيْحَكَ اتَّقِ الله في دمي، فإنِّي من أصحاب الشجرة، فقال: الشجر بالجبل كثير، وقتلَه).
وقال: (وقيل: إنَّ عمر كتب إلى عمرو بن العاص: أنْ قَرِّبْ دارَ عبد الرحمن بن مُلْجم من المسجد ليُعَلِّم الناسَ القرآن والفِقْه، فوسَّع له مكان داره، وكانت إلى جانب دار عبد الرحمن بن عُدَيس البَلَوِيِّ، يعني أحد مَنْ أعان على قتل عثمان).
المصدر: تاريخ الإسلام، ج٢، ص٢٩٨ وص٣٧٣-٣٧٤، الناشر: دار الغرب الإسلامي.

٦- قال ابن حجر العسقلاني في (الإصابة): (عبد الرحمن بن عُدَيْسٍ - بمهملتين مصغرٌ - بن عمرو بن كلاب بن دهمان أبو محمد البَلوِيُّ، قال ابن سعد: صحِب النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وسمِع منه، وشهِد فتحَ مصرَ، وكان فيمن سار إلى عثمانَ.
وقال ابن البرقيِّ والبغويُّ وغيرُهما: كان ممَّن بايَع تحتَ الشجرةِ.
وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبةٌ. وكذا قال عبد الغنيِّ بن سعيد، وأبو عليٍّ بن السكنِ، وابن حبانَ.
وقال ابن يونس: بايَع تحتَ الشجرةِ، وشهِد فتح مصرَ واختَطَّ بها، وكان من الفرسان، ثم كان رئيسَ الخيلِ التي سارَتْ من مصرَ إلى عثمانَ في الفتنة، روى عنه عبد الرحمن بن شمّاسة، وأبو الحصين الحَجْرِي، وأبو ثورٍ الفَهْميُّ).
المصدر: الإصابة في تمييز الصحابة، ج٦، ص٥٢٤-٥٢٥، رقم ٥١٨٦، الناشر: دار هجر، القاهرة.

وأمّا الذين ذكروا عمرو بن الحَمِق، فهم:
١- قال ابن سعد في (الطبقات الكبير): (عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القَيْن بن رِزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو، من خزاعة. صحب النبي صلى الله عليه وسلم، ونزل الكوفة وشهد مع عليٍّ رضي الله عنه مشاهده. وكان فيمن سار إلى عثمان وأعان على قتله، ثم قتله عبد الرحمن بن أمّ الحكم بالجزيرة).
المصدر: كتاب الطبقات الكبير، ج٨، ص١٤٧، رقم ٢٦٨٦، الناشر: مكتبة الخانجي، القاهرة.

٢- قال ابن عبد البر في (الاستيعاب): (عمرو بن الحَمِق بن الكاهن بن حبيب الخزاعي، من خزاعة عند أكثرهم، ومنهم من ينسبه فيقول: هو عمرو بن الحمق، والحمق هو سعد بن كعب. هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد الحديبية. وقيل: بل أسلم عام حجة الوداع، والأول أصح. صحب النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ عنه أحاديث، وسكن الشام، ثم انتقل إلى الكوفة وسكنها. وروى عنه جُبَير بن نُفَيْر، ورفاعة بن شداد، وغيرهما. وكان ممن سار إلى عثمان، وهو أحد الأربعة الذين دخلوا عليه الدار فيما ذكروا، ثم صار من شيعة عليٍّ رضي الله عنه، وشهد معه مشاهده كلّها: الجمل، والنهروان، وصِفّين، وأعان حجر بن عدي، ثم هرب في زمن زياد إلى الموصل، ودخل غاراً فنهشته حيَّة فقتلته، فبعث إلى الغار في طلبه، فوُجد ميتاً، فأخذ عامل الموصل رأسه، وحمله إلى زياد، فبعث به زياد إلى معاوية، وكان أول رأس حُمل في الإسلام من بلدٍ إلى بلد. وكانت وفاة عمرو بن الحَمِق الخزاعي سنة خمسين).
المصدر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب ج٤، ص١١٧٣-١١٧٤، رقم ١٩٠٩، الناشر: دار الجيل، بيروت.

٣- قال ابن الأثير المتوفى سنة ٦٣٠هـ في (أسد الغابة): (عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القَيْن بن رِزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو بن ربيعة الخزاعي.
هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد الحديبية، وقيل: بل أسلم عام حجة الوداع، والأول أصح. صحب النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ عنه أحاديث ... وكان ممن سار إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهو أحد الأربعة الذين دخلوا عليه الدار فيما ذكروا، وصار بعد ذلك من شيعة عليٍّ، وشهد معه مشاهده كلها: الجمل، وصفين، والنهروان، وأعان حجر بن عدي، وكان من أصحابه، فخاف زياداً، فهرب من العراق إلى الموصل، واختفى في غار بالقرب منها، فأرسل معاوية إلى العامل بالموصل ليحمل عمر إليه، فأرسل العامل على الموصل ليأخذه من الغار الذي كان فيه، فوجده ميتاً، كان قد نهشته حَيَّة فمات، وكان العامل عبد الرحمن بن أم الحكم، ابن أخت معاوية).
المصدر: أُسد الغابة في معرفة الصحابة، ج٤، ص٢٠٥، رقم ٣٩١٢، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت.

٤- قال ابن كثير في (البداية والنهاية): (وفيها كانت وفاة عمرو بن الحمق بن الكاهن الخزاعي، أسلم قبل الفتح وهاجر، وقيل: إنه إنما أسلم عام حجة الوداع. وقد ورد في حديثٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دَعا له أن يُمَتِّعَهُ اللهُ بشبابه، فبَقِيَ ثمانين سنة لا يُرى في لحيتِه شعرةٌ بيضاء، ومع هذا كان أحد الأربعة الذين دخلوا على عثمان، ثم صار بعد ذلك من شيعة عليٍّ، فشهد معه الجمل وصِفِّين، وكان من جملة الذين قاموا مع حجر بن عدي، فتَطَلَّبه زياد، فهرب إلى الموصل، فبعث معاوية إلى نائبها، فطلبوه فوجدوه قد اختفى في غارٍ، فنهَشَتْه حَيَّةٌ، فمات فقَطَع رأسه، فبعث به إلى معاوية، فطِيف به في الشام وغيرها، وكان أول رأسٍ طِيف به، ثم بعث معاوية برأسه إلى زوجته آمنة بنت الشَّريد - وكانت في سجنه - فأُلْقِيَ في حِجْرِها، فوَضَعَت كفَّها على جبينِه ولَثَمَت فمَه، وقالت: غيَّبْتُموه عنِّي طويلاً، ثم أهْدَيْتُمُوه إليَّ قتيلاً، فأهلاً بها من هديَّةٍ غير قالِيَةٍ ولا مَقْلِيَّةٍ).
المصدر: البداية والنهاية ج١١، ص٢١٩، (حوادث سنة ٥٠هـ)، الناشر: دار عالم الكتب، الرياض.

فهذا حال اثنين من الصّحابة الذين قتلوا عثمان بن عفّان، وبالنّظر إلى ما يعتقد أهل السنّة والجماعة في عدالة الصّحابة كلّهم، يكون المنصف أمام وجهين لا ثالث لهما:
الوجه الأوّل: سقوط عدالة هذين الصّحابيّيَيْن، وبهذا ينفتح الباب لإسقاط عدالة من قاتل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) وحاربه وسفك دماء المسلمين وارتكب الكبائر.
الوجه الثّاني: عدم سقوط عدالة من شارك في قتل عثمان بن عفّان، فكيف يمكن حينئذٍ القول بكفر أو تفسيق من ينتقد الصّحابة لارتكابهم مخالفاتٍ شرعيّة؟! فإذا كان القتلُ غيرَ مسقطٍ للعدالة، فمن باب الأولى أن لا تسقط عدالة المُفسِّق لهم لارتكابهم الكبائر!


الأربعاء، 10 يوليو 2024

كلام الحافظ ابن حبّان في ذكر أحداث مقتل الحسين عليه السّلام

بسم الله الرحمن الرحيم
كلام الحافظ ابن حبّان في ذكر أحداث مقتل الحسين عليه السّلام

قال ابن حبان (المتوفى سنة ٣٥٤ هجريّة) في كتاب (الثقات):
(ثم تولى يزيد بن معاوية بن أبي سفيان يوم الخميس من شهر رجب في اليوم الذي مات فيه أبوه، وكنية يزيد أبو خالد، وكان ليزيد بن معاوية يوم ولي أربع وثلاثون وشهر، كانت أمه ميسون بنت بحدل بن أنيف بن ولجة بن قنافة الكلبي؛ وكان نقش خاتمه "آمنت بالله مخلصاً".
ولما بايع أهل الشام يزيد بن معاوية واتصل الخبر بالحسين بن علي جمع شيعته واستشارهم، وقالوا: إن الحسن لما سلّم الأمر لمعاوية سكت وسكت معاوية، فالآن قد مضى معاوية ونحب أن نبايعك، فبايعته الشيعة؛ ووردت على الحسين كتب أهل الكوفة من الشيعة يستقدمونه إياها، فأنفذ الحسين بن علي مسلم بن عقيل إلى الكوفة لأجل البيعة على أهلها، فخرج مسلم بن عقيل من المدينة معه قيس بن مسهر الصيداوي يريدان الكوفة، ونالهما في الطريق تعب شديد وجهد جهيد، لأنهما أخذا دليلاً تنكَّب بهما الجادَّة، فكاد مسلم بن عقيل أن يموت عطشاً إلى أن سلّمه الله ودخل الكوفة، فلمّا نزلها دخل دار المختار بن أبي عبيد؛ واختلفت إليه الشيعة يبايعونه أرسالاً ووالي الكوفة يومئذٍ النعمان بن بشير، ولّاه يزيد بن معاوية الكوفة.
ثم تحوّل مسلم بن عقيل من دار المختار إلى دار هانئ بن عروة، وجعل الناس يبايعونه في دار هانئ حتى بايع ثمانية عشر ألف رجل من الشيعة. فلما اتصل الخبر بيزيد بن معاوية أن مسلماً يأخذ البيعة بالكوفة للحسين بن علي، كتب يزيد بن معاوية إلى عبيد الله بن زياد وهو إذ ذاك بالبصرة وأمره بقتل مسلم بن عقيل أو بعثه إليه؛ فدخل عبيد الله بن زياد الكوفة حتى نزل القصر واجتمع إليه أصحابه، وأخبر عبيد الله بن زياد أن مسلم بن عقيل في دار هانئ بن عروة، فدعا هانئاً وسأله فأقرَّ به، فهشَّم عبيد الله وجه هانئ بقضيب كان في يده حتى تركه وبه رمق.
ثم ركب مسلم بن عقيل في ثلاثة آلاف فارس يريد عبيد الله بن زياد، فلما قرب من قصر عبيد الله نظر فإذا معه مقدار ثلاثمائة فارس فوقف يلتفت يمنة ويسرة، فإذا أصحابه يتخلَّفون عنه حتى بقي معه عشرة أنفس، فقال: يا سبحان الله! غَرَّنا هؤلاء بكتبهم ثم أسلمونا إلى أعدائنا هكذا، فولّى راجعاً فلمّا بلغ طرف الزقاق التفت فلم ير خلفه أحداً، وعبيد الله بن زياد في القصر مُتَحَصِّن يدبِّر في أمر مسلم بن عقيل، فمضى مسلم بن عقيل على وجهه وحدَه فرأى امرأة على باب دارها، فاستسقاها ماء وسألها مبيتاً، فأجابته إلى ما سأل وباتَ عندها، وكانت للمرأة ابن، فذهب الابن وأعلَم عبيد الله بن زياد أن مسلماً في دار والدته، فأنفذ عبيد الله بن زياد إلى دار المرأة محمد بن الأشعث بن قيس في ستين رجلاً من قيس، فجاؤوا حتى أحاطوا بالدار، فجعل مسلم يحاربهم عن نفسه حتى كلّ وملّ، فآمنوه فأخذوه وأدخلوه على عبيد الله، فأُصعِد القصر وهو يقرأ ويسبِّح ويكبِّر ويقول: اللهم احكم بيننا وبين قوم غرُّونا وكذبونا ثم خذلونا حتى دُفعنا إلى ما دُفعنا إليه، ثم أمر عبيد الله بضرب رقبة مسلم بن عقيل فضرب رقبة مسلم بن عقيل بكير بن حمران الأحمري على طرف الجدار فسقطت جثّته، ثم أتبع رأسه جسده، ثم أمر عبيد الله بإخراج هانئ بن عروة إلى السوق وأمَر بضرب رقبته في السوق. ثم بَعَثَ عبيد الله بن زياد برأسي مسلم بن عقيل بن أبي طالب وهانئ بن عروة مع هانئ بن أبي حية الوادعي والزبير بن الأروح التميمي إلى يزيد بن معاوية.

فلمّا بلغ الحسين بن علي الخبر بمصاب الناس بمسلم بن عقيل خرج بنفسه يريد الكوفة، وأخرج عبيد الله بن زياد عمر بن سعد إليه فقاتله بكربلاء قتالاً شديداً حتى قُتِلَ عطشاناً، وذلك يوم عاشوراء يوم الأربعاء سنة إحدى وستين، وقد قيل: إن ذلك اليوم كان يوم السبت؛ والذي قَتَلَ الحسين بن علي هو سنان بن أنس النخعي. وقُتِلَ معه من أهل بيته في ذلك اليوم: العباس بن علي بن أبي طالب، وجعفر بن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن علي بن أبي طالب الأكبر، وعبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب، والقاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وعون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ومحمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن عقيل بن أبي طالب، ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب؛ واستُصغِرَ عليُّ بن الحسين بن علي فلم يُقْتَل،انْفَلَتَ من القتل في ذلك اليوم لصغره، وهو والد محمد بن علي الباقر، واستُصغِرَ في ذلك اليوم أيضاً عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب فلم يُقتل لصغره، وجُرِحَ في ذلك اليوم الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب جراحةً شديدة حتى حسبوه قتيلاً ثم عاش بعد ذلك، وقُتِلَ في ذلك اليوم سليمان مولى الحسن بن علي بن أبي طالب، ومنجح مولى الحسين بن علي بن أبي طالب، وقُتِلَ في ذلك اليوم الخلق من أولاد المهاجرين والأنصار، وقُبِضَ على عبد الله بن بقطر رضيع الحسين بن علي بن أبي طالب في ذلك اليوم، وقيل: حُمِلَ إلى الكوفة ثم رُمِيَ به من فوق القصر، أو قُيِّدَ فانكسرت رجله، فقام إليه رجل من أهل الكوفة وضرب عنقه.

وكانت أم الحسين بن علي بن أبي طالب فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأم العباس بن علي بن أبي طالب أم البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة، والعباس يُقال له: السَّقَّاء، لأن الحسين طلب الماء في عطشه وهو يُقاتِل، فخرج العباس وأخوه، واحتال حمل إداوة ماء ودفعها إلى الحسين، فلما أراد الحسين أن يشرب من تلك الإداوة جاء سهمٌ فدخل حَلْقَه، فحال بينه وبين ما أراد من الشرب فاحترشته السيوف حتى قُتِلَ، فسُمِّيَ العباس بن علي "السَّقَّاء" لهذا السبب، وكانت والدة جعفر بن علي بن أبي طالب وعبد الله بن علي بن أبي طالب الأكبر ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود بن معتب، وكانت أم عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب الرباب بنت القاسم بن أوس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب، وكانت أم القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب أم ولد، وكانت أم عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب جمانة بنت المسيب بن نجبة بن ربيعة، وكانت أم محمد بن عبد الله بن جعفر بن عقيل بن أبي طالب أم ولد، وكانت أم عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب رقية بنت علي بن أبي طالب، وكانت أم الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب خولة بنت منظور بن زبان الفزاري، وكانت أم عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب أم ولد، وقد قيل: إن أبا بكر بن علي بن أبي طالب قُتِلَ في ذلك اليوم، وأمه ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي. والذي تولّى في ذلك اليوم حَزَّ رأس الحسين بن علي بن أبي طالب شمر بن ذي الجوشن.

ثم أنفَذَ عبيد الله بن زياد رأس الحسين بن علي إلى الشام مع أسارى النساء والصبيان من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أقتابٍ مُكَشَّفات الوجوه والشعور، فكانوا إذا نزلوا منزلاً أخرجوا الرأس من الصندوق وجعلوه في رمح وحرسوه إلى وقت الرحيل، ثم أُعيد الرأس إلى الصندوق ورحلوا؛ فبينا هم كذلك إذ نزلوا بعض المنازل وإذا فيه دير راهب، فأخرجوا الرأس على عادتهم وجعلوه في الرمح وأسندوا الرمح إلى الدير، فرأى الديراني بالليل نوراً ساطعاً من ديره إلى السماء، فأشرف على القوم وقال لهم: من أنتم؟ قالوا: نحن أهل الشام، قال: وهذا رأس من هو؟ قالوا: رأس الحسين بن علي، قال: بئس القوم أنتم! والله لو كان لعيسى ولد لأدخلناه أحداقنا! ثم قال: يا قوم! عندي عشرة آلاف دينار ورثتها من أبي وأبي من أبيه، فهل لكم أن تعطوني هذا الرأس ليكون عندي الليلة وأعطيكم هذه العشرة آلاف دينار؟ قالوا: بلى، فأحضر إليهم الدنانير، فجاؤوا بالنقاد، ووُزِنَت الدنانير ونُقِدت، ثم جُعِلَت في جرابٍ وخُتِمَ عليه، ثم أدخل الصندوق، وشالوا إليه الرأس فغسله الديراني ووضعه على فخذه وجعل يبكي الليل كلّه عليه.
فلما أن أسفَرَ عليه الصبح قال: يا رأس! لا أملك إلا نفسي، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنََ جدَّك رسول الله، فأسلم النصراني وصار مولى للحسين، ثم أحضر الرأس إليهم فأعادوه إلى الصندوق ورحلوا، فلمّا قربوا من دمشق قالوا: نحب أن نقسم تلك الدنانير، لأن يزيد إن رآها أخذها منا، ففتحوا الصندوق وأخرجوا الجراب بختمه وفتحوه، فإذا الدنانير كلّها قد تحوَّلت خزفاً، وإذا على جانب من الجانبين مكتوب (ولا تحسبنَّ اللهَ غافلاً عَمَّا يعمل الظالمون) وعلى الجانب الآخر (سيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون). قالوا: قد افتضحنا والله! ثم رموها في بردى نهر لهم، فمنهم من تاب من ذلك الفعل لما رأى، ومنهم من بقي على إصراره، وكان رئيس من بقي على ذلك الإصرار سنان بن أنس النخعي.

ثم أُركِبَ الأسارى من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء والصبيان أقتاباً يابسة مُكَشَّفات الشعور، وأدخِلُوا دمشق كذلك، فلمّا وُضِعَ الرأس بين يدي يزيد بن معاوية جعل ينقر ثنيَّتَه بقضيبٍ كان في يده ويقول: ما أحسن ثناياه! قد ذكرتُ كيفية هذه القصة وباليتها في أيام بني أمية وبني العباس في كتاب الخلفاء، فأُغني عن إعادة مثلها في هذا الكتاب لاقتصارنا على ذكر الخلفاء الراشدين منهم في أول هذا الكتاب.
وقد بَعَثَ يزيد بن معاوية مسلمَ بن عقبة المزني إلى المدينة لستِّ ليالٍ بقين من ذي الحجة سنة [ثلاثٍ وستّين]، فَقَتَلَ مسلمُ بن عقبة بالمدينة خلقاً من أولاد المهاجرين والأنصار، واستباح المدينة ثلاثة أيام نهباً وقتلاً، فَسُمِّيَت هذه الوقعة وقعة الحرّة).
المصدر: كتاب الثقات، ج٢ ص٣٠٦-٣١٤، الناشر: دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد الدكن - الهند.

الاثنين، 8 يوليو 2024

الدكتور سعود الصّاعديّ: طرق حديث الغدير كثيرة منها خمسة وأربعون حديثاً ثابتاً

بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور سعود الصّاعديّ: طرق حديث الغدير كثيرة منها خمسة وأربعون حديثاً ثابتاً

قال عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة الدكتور سعود بن عيد الصَّاعدي في كتابه (الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة): (ووضح من الدراسة السابقة أن قوله صلى الله عليه وسلم: (من كنت مولاه فعلي مولاه)، أو ما ورد نحوه قد جاء في أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها خمسة وأربعون حديثاً ثابتاً تقدمت دراستها في البحث. وقد جزم بتواتره عن النبي صلى الله عليه وسلم جماعة كثيرة من أهل العلم).
المصدر: الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة، ج٦، ص٣٦٠، الناشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

الأحد، 7 يوليو 2024

كلام محمّد بن إسماعيل الأمير الصّنعانيّ حول تواتر حديث الغدير

بسم الله الرحمن الرحيم
كلام محمّد بن إسماعيل الأمير الصّنعانيّ حول تواتر حديث الغدير

قال محمد بن إسماعيل الصنعاني في مبحث التواتر في كتابه (إسبال المطر):
(وقال الحاكم أبو سعيد: حديث المُوالاة، وحديث غديرِ خمٍّ رواه جماعة من الصحابة، وتواتر النقلُ به حتى دخل في حدِّ التواتر.
وذكر محمد بن جرير حديثَ غدير خم وطُرُقَهُ من خمسةٍ وسبعين طريقاً، وأفرد له كتاباً سماه "كتاب الولاية".
وصنَّف الذهبي جزءاً في طرقه، وحكم بتواتره.
وذكر أبو العباس ابن عقدة حديث غدير خمٍّ من مئة وخمسين طريقاً، وأفرد له كتاباً).
المصدر: إسبال المصدر على قصب السكر نظم نخبة الفكر في علم الأثر، ص١٨١، الناشر: دار ابن كثير - دمشق.

الخميس، 4 يوليو 2024

فهرس مواضيع المدوَّنة

بسم الله الرحمن الرحيم
فهرس مواضيع المدوَّنة

(تعريفٌ موجَزٌ)
تهتمُّ هذه المدوَّنةُ بنشرِ الحقائق العلميّة الموثَّقة في القضايا العقائديّة والتاريخيّة والفقهيّة وفقاً لمصادر التراث السنيّ والسلفيّ؛ لبيان أحقيّة مذهب أهل البيت (صلوات الله عليهم).
الإدارة والإشراف: إبراهيم جواد - محمود جناحي

لمتابعة جديد مدوّنتنا، وللتواصل مع الإدارة، قناتنا على التلغرام:

(١) الإلهيَّات

(٢) النبوة والأنبياء: (قيد الإنشاء)
الغلو الوهابي في عمر: النبيّ أخطأ في فهم آيةٍ من القرآن، وعمر أصاب في فهمها!

(٣) الإمامة


(٤) مقامات وفضائل أهل البيت (عليهم السلام)
بأسانيد صحيحة: النبي (ص) يقاتل على التنزيل، وعليّ (ع) يقاتل على التأويل.
تحميل كتاب: بكاء النبي (ص) على الإمام الحسين (ع) وذكر مقتله.
إخبار النبيّ (ص) بقتل سيّد الشهداء (ع) (١): رواية أحمد بن حنبل بسندٍ صحيحٍ.
إخبار النبيّ (ص) بقتل سيّد الشهداء (ع) (٢): رواية أحمد بن حنبل بسندٍ حسنٍ.
إخبار النبيّ (ص) بقتل سيّد الشهداء (ع) (٣): رواية أبي بكر بن أبي شيبة.
إخبار النبيّ (ص) بقتل سيّد الشهداء(ع) (٤): رواية ابن سعد بسندٍ حسنٍ.
إخبار النبيّ (ص) بقتل سيّد الشهداء (ع) (٥): رواية ابن أبي عاصم بسندٍ حسنٍ.
إخبار النبي (ص) بقتل سيد الشهداء (ع) (٦): رواية الحافظ أبي يعلى الموصليّ بسندٍ حسنٍ.
إخبار النبي (ص) بقتل سيد الشهداء (ع) (٧): رواية الحافظ أبي يعلى الموصليّ بسندٍ حسنٍ.
إخبار النبي (ص) بقتل سيد الشهداء (ع) (٨): رواية الحافظ ابن حبّان.
إخبار النبي (ص) بقتل سيد الشهداء (ع) (٩): رواية الحافظ الآجُرّي بسندٍ حسنٍ.
إخبار النبي (ص) بقتل سيد الشهداء (ع) (١٠): رواية الحافظ ابن طهمان بسندٍ حسنٍ.
إخبار النبي (ص) بقتل سيد الشهداء (ع) (١١): رواية الحاكم النيسابوريّ.
إخبار النبي (ص) بقتل سيد الشهداء (ع) (١٢): رواية الحافظ المقدسيّ بإسنادٍ حسنٍ.
إخبار النبي (ص) بقتل سيد الشهداء (ع) (١٣): رواية الحافظ الطبراني بإسنادٍ حسنٍ.
بسندٍ صحيحٍ: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنّة.
النبي (صلى الله عليه وآله) كان يقبّل يد الزهراء (عليها السلام).

(٥) مظلوميَّة أهل البيت (عليهم السلام)

) حقيقة بني أميّة وجرائمهم في التاريخ الإسلاميّ
حديثٌ صحيحٌ: معاوية ينال من أمير المؤمنين (عليه السلام).
أحمد بن حنبل: يزيد غزا المدينة المنورة ونهبها وقتل من أصحاب النبي فيها 
كلام ابن حزم الأندلسيّ عن جرائم يزيد بن معاوية
كلام القاضي عياض عن جرائم يزيد بن معاوية
كلام الشيخ الآلوسيّ في ذم يزيد بن معاوية وتكفيره
كلام الشيخ محمد بن علي الشوكانيّ في ذم يزيد بن معاوية
الحافظ أبو العباس القرطبيّ: يزيد ظالم من الدعاة على أبواب جهنّم
كلام ابن العماد الحنبليّ في وصف جرائم يزيد بن معاوية
كلام الفقيه الشافعي ابن حجر الهيتمي في ذمّ يزيد بن معاوية
كلام الحافظ ابن حجر العسقلاني في وصف جرائم يزيد بن معاوية

(٧) عدالة الصحابة
الشيخ العثيمين: الصحابة فيهم فسقة، وهم عدول إلّا من عُرف بقدحٍ.

(٨) علم الغيب
ابن قيم الجوزية: ابن تيمية يخبر عما في الغيب واللوح المحفوظ.

(٩) الولاية التكوينية
قصّة يرويها شيخ الوهابية عبد العزيز بن باز: رجل هدم عمارةً بعينه!
قول ابن تيمية بجواز إحياء الموتى على يد أتباع الأنبياء ووقوع ذلك منهم

(١٠) التوسل والتبرك والزيارة

(١١) كشف التحريفات في كتب الحديث والتاريخ.
كشف التحريفات (١) : تحريف الحافظ الهيثمي حديث شرب معاوية للخمر.
كشف التحريفات (٢): تحريف رواية شرب معاوية الخمر في مصنف ابن أبي شيبة.
كشف التحريفات (٣): تحريف البخاري رواية بيع الصحابي سمرة بن جندب للخمر.
كشف التحريفات (٤): تحريفٌ ثانٍ لرواية بيع سمرة بن جندب الخمر.
كشف التحريفات (٥): تحريفٌ ثالثٌ لرواية بيع سمرة بن جندب الخمر.
كشف التحريفات (٦): تحريفٌ رابعٌ لرواية بيع سمرة بن جندب الخمر.
كشف التحريفات (٧): تحريف رواية شرب الصحابي الوليد بن عقبة الخمر.
كشف التحريفات (٨): تحريف رواية أمر معاوية بسبِّ أمير المؤمنين (عليه السلام).
كشف التحريفات (٩): تحريف ثانٍ لرواية أمر معاوية بسبِّ أمير المؤمنين (عليه السلام).
كشف التحريفات (١٠): تحريفٌ ثالثٌ لرواية أمر معاوية بسبِّ أمير المؤمنين (عليه السلام).
كشف التحريفات (١١): تحريف رواية نيل معاوية من أمير المؤمنين (عليه السلام).
كشف التحريفات (١٢): تحريف رواية سب المغيرة بن شعبة لأمير المؤمنين (عليه السلام).
كشف التحريفات (١٣): تحريف ثانٍ لرواية سب المغيرة بن شعبة لأمير المؤمنين (عليه السلام).
كشف التحريفات (١٤): تحريف ثالث لرواية سب المغيرة بن شعبة لأمير المؤمنين (عليه السلام).
كشف التحريفات (١٥): تحريف رابع لرواية سب المغيرة بن شعبة لأمير المؤمنين (عليه السلام).
كشف التحريفات (١٦): تحريف رواية إقامة المغيرة بن شعبة الخطباء للطعن في أمير المؤمنين.
كشف التحريفات (١٧): تحريف السجستاني رواية إقامة المغيرةِ الخطباءَ للطعن في أمير المؤمنين.
كشف التحريفات (١٨): تحريف رواية تُظهر رضى المغيرة بن شعبة بسبِّ أمير المؤمنين (ع).
كشف التحريفات (١٩): تحريف البخاري رواية شتم أحد الولاة الأمويين لأمير المؤمنين (ع).
كشف التحريفات (٢٠): تحريف رواية شتم أنصار معاوية لأمير المؤمنين (عليه السلام).
كشف التحريفات (٢١): تحريف رواية تهديد عمر بحرق بيت السيدة الزهراء (عليها السلام).
كشف التحريفات (٢٢): تحريفٌ ثانٍ لرواية تهديد عمر بحرق بيت السيدة الزهراء (عليها السلام).
كشف التحريفات (٢٣): تحريف  القاسم بن سلام حديث إقرار أبي بكر بالهجوم على بيت الزهراء.
كشف التحريفات (٢٤): تحريف د.الصلابي لخبر تهديد عمر للزهراء (ع) بإحراق البيت عليها.
كشف التحريفات (٢٥): تحريف رواية لعن النبي (ص) الحكمَ بن أبي العاص وولده.
كشف التحريفات (٤٨): تحريف رواية تبيّن موقف عمار بن ياسر رضي الله عنه من الخليفة الثالث
كشف التحريفات (٥٨): تحريف الشيخ صالح الفوزان حديث الثقلينكشف التحريفات (٦٤): تحريف رواية تدل على مسح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في وضوئه

(١٢) التكفير والإرهاب

(١٣) مسائل فقهية


(١٤) متفرّقات
الشيخ محمد بن صالح العثيمين: عليّ بن أبي طالب لم يخطب ابنة أبي جهل.

صحابة شاركوا في قتل عثمان بن عفّان

بسم الله الرّحمن الرّحيم صحابة شاركوا في قتل عثمان بن عفّان ذكر بعض علماء أهل السنّة في كتب تراجم الصّحابة أنّ بعض الصّحابة قد شاركوا في قتل...