بسم الله الرحمن الرحيم
جواب نقضيّ على شبهة عدم وجود سند صحيح عند الشيعة
اعتاد بعض الوهابيّة - في حواراتهم - إطلاق دعوى أنّ الشيعة ليس لديهم أسانيد صحيحة في كتبهم، أو أنّ عمدة رواتهم مطعون عليهم، وقد كان ديدنهم التمسّك بأدنى شبهة لإيراد الطّعون في الرواة ليثبتوا مثل هذه الدعوى الركيكة، وبغضّ النظر عن الجواب الحليّ لهذه الشبهة، نرى أنّهم قد تغافلوا عن وقوع ذلك في كتبهم ورجالهم، وقد صرّح به كبار علمائهم، ومنهم ابن قيّم الجوزيّة حيث قال قال في كتاب (رفع اليدين في الصلاة): (ولو كان كلُّ رجلٍ ضعَّفَه رجلٌ سقط حديثُه لذهبت عامَّة الأحاديث الصحيحة من أيدينا، فقلّ رجلٌ من الثقات إلا وقد تكلَّم فيه آخر ولم يسلم من طعن، ورجال "الصحيحين" قد جاوزوا القَنْطَرة فلا التفاتَ إلى كلام من تكلَّم فيهم بما يقتضي ردّ حديثهم. نعم إذا تُكُلِّم في أحدهم لرأيه أو لأمرٍ تأوَّله فطُعِنَ به عليه؛ فهذا بابٌ لا يقدح في الرواية).
المصدر: رفع اليدين في الصلاة، ص٢٤٠، الناشر: دار عالم الفوائد - مكة المكرمة.
وقال في كتاب (تهذيب سنن أبي داود): (ولو كان كلُّ رجلٍ ضعَّفَه رجلٌ سقط حديثُه لذهبت عامَّة الأحاديث الصحيحة من أيدينا، فقلّ رجلٌ إلا وقد تكلَّم فيه آخر).
المصدر: تهذيب سنن أبي داود، ج١، ص١٩٢، الناشر: دار عالم الفوائد - مكة المكرمة.
فهل يعي الوهابيّة أنّهم لا ينهجون نهجاً علمياً في إشكالاتهم على غيرهم؟!