بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الوهابي محمد بن صالح العثيمين: نهي عمر عن متعة الحج اجتهاد في مقابل النص
روى مسلم في صحيحه بسنده عن أبي موسى أنه كان يفتي بالمتعة فقال له رَجُلٌ: رُوَيْدَك ببعض فُتياك، فإنَّك لا تدري ما أحدَثَ أمير المؤمنين في النُّسُكِ بعد، حتى لَقِيَه بعد، فسألَهُ، فقال عمر: قد عَلِمْتُ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد فَعَلَهُ وأصحابه، ولكن كرِهْتُ أنْ يَظَلُّوا مُعرِسِينَ بِهِنَّ في الأراكِ، ثم يروحون في الحَجِّ تَقْطُرُ رؤوسهم.
وعلَّق الشيخ الوهابي محمد بن صالح العثيمين على هذه الرواية قائلاً: (هذا اجتهاد في مقابلة النص، فهو غير مقبول؛ لأن هذا أُورِد على الرسول عليه الصلاة والسلام، قيل: أيُّ الحِلِّ؟ قال: "الحِلُّ كُلُّهُ"، قالوا: نخرج إلى منى، ومَذَاكِيرُنا تقطر مَنِيّاً؟! قال: "نعم"، فعمر رضي الله عنه اجتهد، وأخطأ في هذه المسألة، لكن صوابه لا يُعَدُّ، ولا يُنسَب هذا الخطأُ إليه بشيء).
المصدر: التعليق على صحيح مسلم، ج٦، ص٢٤٢-٢٤٣، الناشر: مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية.
هذا نموذجٌ من نماذج تحريف الشّريعة على يد الخليفة الثّاني، فهو يعلم بُحكم الله في المسألة، ويقوم بتغييره تبعاً لرأيه، على أنّ الدّاعي لتغيير الحكم عنده (كرهتُ أن يظلّوا معرّسين بهن في الأراك) قد عُرِضَ على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ومع ذلك أبى أن يُغيِّر حكمَ الله، فقد قيل له من قبل: (نخرج إلى مِنَى ومذاكيرنا تقطر منيّاً؟!) فأجاب بالإيجاب، ولم يتابع القوم على أذواقهم واستحساناتهم، ثمّ في زمن حكم عمر عاد إلى ما نهى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وغيّر حكم الله، ثمّ يريد البعض أن يقنع الآخرين بأنّ جملةً من الصّحابة كانوا مؤتمنين على الدّين ولم يحرّفوه تبعاً لأهوائهم!
(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)
(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).