بسم الله الرحمن الرحيم
كشف التحريفات (٥٣): تحريف القاسم بن سلام كلام عمر بن الخطاب في حق أهل مكة
روى القاسم بن سلام في كتابه (الأموال): (حدثني سعيد بن أبي مريم، عن عبد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر، أن عمر كان لا يعطي أهل مكة عطاء، ولا يضرب عليهم بعثاً، ويقول: «هم كذا وكذا»، كلمة لا أحب ذكرها).
فحرَّفَ كلامَ عمر حول أهل مكّة؛ لأنَّهُ كان يستثقل تلك الكلمة ولا يُحبُّ أن يذكرها فعبَّرَ عنها بـ(كذا وكذا)، وقد ظهر لفظ الرواية الصريح من طريق الفاكهي، فقد روى في كتابه (أخبار مكة): (حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد قال: ثنا سعيد بن أبي مريم، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يكن يعطي أهل مكة عطاء، ولم يكن يضرب عليهم بعثاً، ويقول: هم طلقاء).
فإذا كان القاسم بن سلام يستثقل كلمة (طلقاء) في حقّ أهل مكة بمن فيهم من الصحابة، فكيف يجرؤ على ذكر الحقائق الأكثر شدّة فيما يتعلق بتاريخ الصحابة والخلفاء؟ والظاهر أنّ هذا الأمر كان منهجاً عنده، فقد كان يتصرف بالأخبار التي لا توافق مذاقه المذهبي، فقد كرر هذا الأمر في موردٍ آخر ذكرناه سابقاً.