الثلاثاء، 5 أكتوبر 2021

نهي عثمان بن عفان عن متعة الحجّ

بسم الله الرحمن الرحيم
نهي عثمان بن عفان عن متعة الحجّ

دلّت الآثار الصحيحة عند الفريقين أنّ بعض الصّحابة قاموا بالعبث بشريعة سيّد المرسلين (صلّى الله عليه وآله) وفقاً لآرائهم واستحساناتهم، وقد جرى بعض الخلفاء على هذه السّيرة فغيّروا جملةً من الأحكام الشرعيّة، وهذا من الابتداع المنهيّ عنه؛ فإنّ كل بدعة في النّار.
ومن البدع التي ابتدعها الخليفة الثّاني عمر بن الخطاب نهيُه عن متعة الحجّ، وقد فصّلنا ذلك [هنا]، وقد تابعه على هذه البدعة الخليفة الثالث عثمان بن عفّان مساهماً في تحريف الشريعة برأيه واستحسانه كما دلّ على ذلك بعضُ الروايات الصحيحة عند أهل السنّة، وممّا ينبغي لفت النظر إليه في هذه الرّوايات: أنّ الذي أصرَّ على مخالفة عثمان في هذه البدعة واتّباع سنّة النبيّ (صلى الله عليه وآله) هو أميرُ المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام):

1. روى البخاري في صحيحه: (حدثنا محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن علي بن حسين، عن مروان بن الحكم، قال: شهدت عثمان وعليّاً رضي الله عنهما وعثمان ينهى عن المتعة وأن يجمع بينهما، فلما رأى عليٌّ أهلَّ بهما: لبيك بعمرة وحجة. قال: «ما كنت لأدع سُنّةَ النبيِّ صلّى الله عليه وسلم لقول أحدٍ»).
انظر: صحيح البخاري، ج2، ص24، رقم الحديث 1563.

2. روى البخاري في صحيحه: (حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا حجاج بن محمد الأعور، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن المسيب، قال: اختلف عليٌّ وعثمان رضي الله عنهما وهما بعسفان في المتعة، فقال عليٌّ: «ما تريد إلا أن تنهى عن أمرٍ فعله النبي صلى الله عليه وسلم»، فلما رأى ذلك عليٌّ أهلَّ بهما جميعاً).
انظر: صحيح البخاري، ج2، ص26، رقم الحديث 1569.

3. روى مسلم في صحيحه: ( وحدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن المسيب، قال: اجتمع عليٌّ وعثمان رضي الله عنهما بعسفان، فكان عثمان ينهى عن المتعة أو العمرة، فقال عليٌّ: «ما تريد إلى أمرٍ فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم تنهى عنه؟» فقال عثمان: دعنا منك. فقال: إنِّي لا أستطيع أن أدعك. فلما أن رأى عليٌّ ذلك أهلَّ بهما جميعاً).
انظر: صحيح مسلم، ج3، ص474، رقم الحديث 1236-1237/ 2.

4. روى أحمد بن حنبل في مسنده: (حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن مسلم البطين، عن علي بن الحسين، عن مروان بن الحكم، قال: كنَّا نسير مع عثمان، فإذا رجلٌ يلبي بهما جميعاً، فقال: عثمان: من هذا؟ فقالوا: عليٌّ. فقال: ألم تعلم أني قد نهيت عن هذا؟ قال: بلى، ولكن لم أكنْ لأدع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لقولك).
قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: (إسناده صحيح على شرط البخاريّ).
انظر: مسند أحمد بن حنبل، ج2، ص136-137، رقم الحديث 733.

5. روى أحمد في مسنده: (حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن علي بن الحسين، عن مروان بن الحكم أنه قال: شهدتُ عليّاً وعثمان بين مكة والمدينة، وعثمان ينهى عن المتعة وأن يُجمع بينهما، فلمّا رأى ذلك عليٌّ أهلَّ بهما، فقال: لبيك بعمرة وحج معاً. فقال عثمان: تراني أنهى الناس عنه وأنت تفعله؟ قال: لم أكنْ أدع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول أحدٍ من الناس).
قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: (إسناده صحيح على شرط البخاريّ).
انظر: مسند احمد بن حنبل، ج2، ص353، رقم الحديث 1139.


كشف التحريفات (٦٨): تحريف الوهابية كتاب إظهار الحق للشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي

بسم الله الرحمن الرحيم كشف التحريفات (٦٨): تحريف الوهابية كتاب إظهار الحق للشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي قام الشيخ رحمة الله بن خليل ...