الأربعاء، 23 يونيو 2021

النصّ الصريح في عدم شمول آية التطهير لنساء النبيّ

بسم الله الرحمن الرحيم
النصّ الصريح في عدم شمول آية التطهير لنساء النبيّ

روى بعض الحفّاظ والمحدّثين من علماء أهل السنة والجماعة حديث الكساء الذي تتضمّن بعضُ طرقه نصّاً على خروج نساء النبي عن مدلول آية التطهير، وذلك أنّ أم سلمة سألت النبيّ (صلى الله عليه وآله) عن شمولها بذلك الفضل فأجابها: (إنِّك إلى خير)، وفي بعض الروايات: (أنتِ على مكانك، وأنتِ على خير).
1. روى أحمد بن حنبل في مسنده: (حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عبد الملك -يعني ابن أبي سليمان-، عن عطاء بن أبي رباح، قال: حدثني مَنْ سمع أم سلمة تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيتها، فأتته فاطمة ببرمة، فيها خزيرة، فدخلت بها عليه، فقال لها: "ادعي زوجك وابنَيْكِ" قالت: فجاء علي والحسين والحسن فدخلوا عليه، فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة، وهو على منامة له على دُكَّانٍ تحته كساء خيبري. قالت: وأنا أصلي في الحجرة، فأنزل الله عز وجل هذه الآية: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً). قالت: فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ثم أخرج يده، فألوى بها إلى السماء، ثم قال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصَّتي، فأذهِبْ عنهم الرجس، وطهِّرهم تطهيراً، اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، فأذهب عنهم الرجس، وطهِّرهم تطهيراً". قالت: فأدخلتُ رأسي البيت، فقلت: وأنا معكم يا رسول الله. قال: "إنّك إلى خير، إنّك إلى خير".
قال عبد الملك: وحدثني أبو ليلى، عن أم سلمة، مثل حديث عطاء، سواء.
قال عبد الملك: وحدثني داود بن أبي عوف أبو الجحاف، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة بمثله سواءً).
قال المحقق شعيب الأرناؤوط: (حديث صحيح وله أسانيد ثلاثة:
أولها: عبد الله بن نمير، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء بن أبي رباح، قال: حدثني من سمع أم سلمة. وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أم سلمة.
وثانيها: عبد الله بن نمير، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي ليلى،  عن أم سلمة. وهذا إسناد صحيح، أبو ليلى: هو الكندي، مختلف في اسمه، وهو ثقة.
وثالثها: عبد الله بن نمير، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة. وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وبقية رجاله ثقات، غير داود بن أبي عوف، فهو صدوق).
المصدر: مسند أحمد بن حنبل، ج44، ص118-120، رقم الحديث 26508.

ورواه أيضاً في كتابه (فضائل الصّحابة، ج2، ص726-728، الأحاديث 994-995-996)، وقد نصّ المحقق وصيّ الله محمد عباس على صحّة بعض أسانيده.

2. روى الترمذيّ: (حدثنا قتيبة، حدثنا محمد بن سليمان بن الأصبهاني، عن يحيى بن عبيد، عن عطاء بن أبي رباح، عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: لمَّا نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم (إنَّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهِّركم تطهيراً) في بيت أم سلمة، فدعا فاطمة وحسناً وحُسيناً، فجلَّلَهُم بكساءٍ، وعليٌّ خلف ظهره فجلَّلَهُ بكساءٍ، ثُمَّ قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطهِّرهُمْ تطهيراً. قالتْ أمُّ سلمة: وأنا معهم يا نبي الله؟ قال: أنتِ على مكانكِ، وأنتِ على خيرٍ).
قال الشيخ محمّد ناصر الدين الألباني: (صحيح).
انظر: صحيح سنن الترمذيّ، ج3، ص306، رقم الحديث 3205.

3. روى الترمذي: (حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا سفيان، عن زبيد، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم جلَّلَ على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساءً، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصَّتِي، أذهب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيراً، فقالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: إنَّكِ إلى خيرٍ).
وعلّق عليه الترمذي بقوله: (هذا حديث حسن صحيح، وهو أحسنُ شيء روي في هذا الباب).
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني: (صحيح).
انظر: صحيح سنن الترمذي، ج3، ص570، رقم الحديث 3871.

4. روى الطّحاويّ: (وما قد حدثنا الحسين، أيضا حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل حدثنا جعفر الأحمر، عن الأجلح، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة، وعبد الملك، عن عطاء، عن أم سلمة قالت: جاءت فاطمة بطعام لها إلى أبيها، وهو على منازله فقال: "أي بُنيّة، ائتيني بأولادي وابنَيَّ وابن عمك" قالت: ثم جلَّلَهُمْ -أو قالتْ: حوى عليهم الكساء-، فقال: "هؤلاء أهل بيتي وحامَّتِي، فأذهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطهِّرهم تطهيراً". قالت أم سلمة: يا رسول الله، وأنا معهم؟ قال: "أنتِ من أزواج النبي عليه السلام، وأنتِ على خير"، أو: "إلى خيرٍ").
قال المحقق شعيب الأرناؤوط: (حديثٌ حسنٌ).
المصدر: شرح مشكل الآثار، ج2، ص239-240، رقم الحديث 766.

5. وروى الطّحاوي أيضاً: (وما قد حدّثنا إبراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي أبو إسحاق، حدثنا محمد بن أبان الواسطي، حدثنا محمد بن سليمان بن الأصبهاني، عن يحيى بن عبيد المكي، عن عطاء بن أبي رباح، عن عمر بن أبي سلمة قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيت أم سلمة: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) قالت: فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الحسنَ والحسينَ وفاطمةَ فأجلسهم بين يديه، ودعا عليّاً فأجلسه خلف ظهره، ثُمَّ جلَّلَهُم جميعاً بالكساء، ثم قال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجسَ وطهّرهُمْ تطهيراً". قالت أم سلمة: اللهم اجعلني منهم. قال: "أنتِ مكانك وأنتِ على خيرٍ").
قال المحقق شعيب الأرناؤوط: (سنده حسنٌ).
المصدر: شرح مشكل الآثار، ج2، ص243-244، رقم الحديث 771.

6. روى الحافظ الآجريّ: (حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحرانيّ، قال: حدثنا عبد العزيز بن داود الحرانيّ، قال: حدَّثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها: «ائتني بزوجك وابنيك» فجاءت بهم رضي الله عنهم، فألقى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كساءً فدكيّاً، فوضع يده عليهم ثم قال: «اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد إنك حميد مجيد». قالت أم سلمة: فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذَبَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم من يدي وقال: «إنك على خير»).
قال المحقق عبد الله بن عمر بن سليمان الدميجيّ: (إسناده حسن).
المصدر: الشريعة، ج5، ص2208-2209، رقم الحديث 1696.

7. وروى الآجريّ أيضاً: (وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن صالح البخاريّ، قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن أم سلمة.
وعن أبي ليلى الكندي، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي على منامةٍ له عليها كساء خيبريّ إذ جاءته فاطمة رضي الله عنها ببرمة فيها خزيرة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «ادعي زوجك وابنيك» قالت: فدعتهم فاجتمعوا على تلك البرمة يأكلون منها، فنزلت الآية: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً} فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل الكساء فغشاهم إياه، ثم أخرج يده فقال بها نحو السماء، فقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصَّتي فأذهِبْ عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً» قالت: فأدخلتُ رأسي في الثوب، فقلتُ: يا رسول الله، أنا معكم. قال: «إنكِ إلى خيرٍ، إنّكِ إلى خيرٍ». قالت: وهم خمسةٌ: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليّ وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم).
قال المحقق عبد الله بن عمر بن سليمان الدميجيّ: (إسناده حسن).
المصدر: الشريعة، ج5، ص2209-2210، رقم الحديث 1697.

8. قال ابن عساكر في كتابه (كتاب الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين): (أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد صدر الدين شيخ الشيوخ أبو القاسم عبد الرحيم بن إسماعيل بن أبي سعد الصوفي والشيخ الإمام أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي بن الأمين، قالا: أنا أبو القاسم هبة [الله] بن الحصين، أنا أبو طالب محمد بن محمد غيلان، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعيّ، نا إسحاق بن ميمون الحربيّ، نا أبو غسّان، نا فضيل، عن عطيّة، عن أبي سعيد الخدريّ، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: نزلت هذه الآية في بيتي: «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً»، قلتُ: يا رسول الله، ألستُ من أهل البيت؟ قال: «إنّك إلى خيرٍ، إنّك من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم».
قالتْ: وأهل البيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين.
هذا حديثٌ صحيحٌ، وقد رُوِيَ من وجهٍ آخر دون ذكر أم سلمة قلتُ: يا رسول الله).
المصدر: كتاب الأربعين في مناقب أمّهات المؤمنين، ص101، رقم الحديث 36.

9. قال الحافظ الذهبيّ: (وقال شهر: عن أم سلمة: إن النبي -صلّى الله عليه وسلم - جلّلَ عليّاً وفاطمة وابنيهما بكساءٍ، ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيت بنتي وحامَّتي، اللهم أذهب عنهم الرجس، وطهِّرهم تطهيراً». فقلتُ: يا رسول الله، أنا منهم؟ قال: «إنَّكِ إلى خيرِ» .
إسناده جيد. روي من وجوه عن شهرٍ، وفي بعضها يقول: دخلت عليها أُعزِّيْهَا على الحسين).
المصدر: سير أعلام النبلاء، ج3، ص283.






صحابة شاركوا في قتل عثمان بن عفّان

بسم الله الرّحمن الرّحيم صحابة شاركوا في قتل عثمان بن عفّان ذكر بعض علماء أهل السنّة في كتب تراجم الصّحابة أنّ بعض الصّحابة قد شاركوا في قتل...