بسم الله الرحمن الرحيم
ابن قيّم الجوزية يجوّز الاستغاثة بالملائكة لإيجاد
الدابة عند ضياعها
ذكر ابن قيّم الجوزية في كتابه (الوابل الصيّب ورافع
الكلم الطيّب، ص335، تحقيق: عبد الرحمن بن حسن بن قائد، الناشر: دار عالم الفوائد
للنشر والتوزيع – الرياض) في الفصل الرابع الذي جعل عنوانه: (في الأذكار الموظّفة
التي لا ينبغي للعبد أن يُخِلَّ بها؛ لشدَّةِ الحاجةِ إليها وعظم الانتفاع في
الآجل والعاجل بها) ذِكراً يُتلى عند ضياع الدابة التي تنفلت في الصحراء وما شابه
ذلك، فنقل عن ابن مسعود روايةً تفيد جواز إطلاق نداء الاستغاثة بالملائكة الحاضرة
ليحبسوا الدابة، وهي: (عن ابن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال «إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله
احبسوا، فإن لله عز وجل حاضراً سيحبسه»).
وقد ذكرَ المُحقّقُ في الهامش رواية أخرى وصفها بأنّها
(أصح ما ورد في هذا الباب) عن ابن عبّاس رضي الله عنه، ويظهر منها أنّ الحاضر الذي
يُعين عند الشدّة هم من الملائكة.
وهذا يدلُّ على جواز الاستغاثة بالأنبياء (عليهم
السلام)، فإن قيلَ: الاستغاثة هنا بالحَيّ، وطلب العون من الحي جائزٌ.
قُلنا: هذه استغاثة بالأحياء في عالم الغيب، فإن جاز ذلك
فيصحّ أن يُستغاث بالملائكة لقضاء الحوائج، ويصح أن يُستغاث بالأنبياء؛ لأنه قد
وردت الرواية الصحيحة بأنهم أحياء، ولفظها: (الأنبياء أحياء في قبورهم يُصَلُّونَ)
وقد صحَّحَها الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير، والمحقق حسين
سليم أسد في تحقيقه لمسند أبي يعلى الموصلي.
ومن الجدير بالذكر: أنّ أحمدَ بن حنبلٍ كان يعملُ بهذه
الرواية، وذكرنا ذلك في موضوع منفرد (هنا).