بسم الله الرحمن الرحيم
كشف التحريفات (٢٠): تحريف رواية شتم أنصار معاوية لأمير المؤمنين (عليه السلام)
روى أحمد بن حنبل في كتابه (فضائل الصحابة، ج٢، ص٧١٤-٧١٥، رقم الحديث ٩٧٨): (حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا محمد بن مصعب، وهو القرقساني، قثنا الأوزاعي، عن شداد أبي عمار قال: دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم، فذكروا علياً فشتموه، فشتمته معهم، فلما قالوا قال لي: لم شتمت هذا الرجل؟ قلت: رأيت القوم شتموه فشتمته معهم، فقال: ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى، فقال: أتيت فاطمة أسألها عن علي، فقالت: توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلست أنتظره حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي، وحسن وحسين، آخذاً كل واحد منهما بيده، حتى دخل فأدنى علياً وفاطمة، فأجلسهما بين يديه، وأجلس حسناً وحسيناً كل واحد منهما على فخذه، ثم لف عليهم ثوبه، أو قال: كساء، ثم تلا هذه الآية: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت}، ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي، وأهل بيتي أحق»).
وروى الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه بنفس إسناد أحمد: (حدثنا محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، عن شداد أبي عمار، قال: دخلت على واثلة وعنده قوم فذكروا علياً فشتموه فشتمته معهم، فقال: ألا أخبرك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى. قال: أتيت فاطمة أسألها عن علي فقالت: توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي وحسن وحسين كل واحد منهما آخذ بيده حتّى دخل، فأدنى علياً وفاطمة فأجلسهما بين يديه، وأجلس حسناً وحسيناً كل واحد منهما على فخذه، ثم لف عليهم ثوبه أو قال: كساء، ثم تلا هذه الآية: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي، وأهل بيتي أحق»)، انظر: مصنف ابن أبي شيبة، ج١٧، ص١١٧-١١٨، رقم الحديث ٣٢٧٦٦.
والرواية تشير بكل وضوح إلى أن شداد أبي عمار – وهو من موالي معاوية – كان ممن يشتم أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقد روى الرواية ابنُ حنبل وابن أبي شيبة بنفس الإسناد، ولكن الرواية جاءت في «مسند أحمد بن حنبل» بنفس الإسناد، وأمّا المقطع الذي يشير إلى شتم مولى معاوية وجماعته لأمير المؤمنين (عليه السلام) فقد حُرِّف وأُبْهِمَ!
جاء في مسند أحمد: (حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي، عن شداد أبي عمار، قال: دخلت على واثلة بن الأسقع، وعنده قوم فذكروا علياً، فلما قاموا قال لي: ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى.
قال: أتيت فاطمة رضي الله عنها أسألها عن علي، قالت: توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلست أنتظره حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي وحسن وحسين -رضي الله عنهم-، آخذ كل واحد منهما بيده، حتى دخل فأدنى علياً وفاطمة، فأجلسهما بين يديه، وأجلس حسناً وحسيناً كل واحد منهما على فخذه، ثم لفَّ عليهم ثوبه - أو قال: كساء - ثم تلا هذه الآية: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً} وقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي، وأهل بيتي أحق»)، انظر: مسند أحمد بن حنبل، ج٢٨، ص١٩٥، رقم الحديث ١٦٩٨٨.
الرواية في (فضائل الصحابة) لأحمد بن حنبل (قبل التحريف)
الرواية في مصنف ابن أبي شيبة (قبل التحريف)