بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الكساء في روايات أهل السّنة
إنّ حديث الكساء من أهمّ أحاديث الفضائل التي ثبتت لأهل البيت (عليهم السلام)، وقد ثبتت صحّته وفق ما التزم به علماء الحديث عند أهل السنة.
وممّن رواه من الحفاظ والمحدّثين:
1. مسلم بن الحجاج القشيريّ النيسابوريّ في صحيحه.
2. الحافظ الترمذيّ في سننه.
3. أحمد بن حنبل في مسنده.
4. الحافظ محمد بن الحسين الآجُريّ في كتابه (الشّريعة).
وسنورد الوثائق المصوّرة من كتبهم فيما يأتي، ومعها شاهدٌ لهذه الأخبار قد رواه ابن أبي حاتم الرازيّ في تفسيره بإسناده عن الإمام الحسن (عليه السلام).
وأمّا دلالته على عصمة أصحاب الكساء (عليهم السلام) فثابتة بيّنة؛ وذلك لعدّة وجوهٍ:
الوجه الأوّل: أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) قد دعا لأهل بيته وهم فاطمة وعليّ والحسن والحسين -صلوات الله عليهم- بالتّطهير وإذهاب الرِّجس عنهم، وهو ما يقتضي عصمتهم.
الوجه الثّاني: إنّ هذا المقام لو كان من الشؤون العاديّة لكان غيرهم مشمولاً به، ولكنّه اختصّ بهم حتّى أنّ أم سلمة شاءت الدخول معهم في هذا فلم يكن ذلك من نصيبها، وقال لها النبيّ (صلى الله عليه وآله): (إنَّكِ إلى خيرٍ).
وقد خصّصنا موضوعاً مستقلاً لذكر هذه الروايات المعتبرة وفق أقوال علمائهم ومحققيهم في هذا الرابط (اضغط هنا).
الوجه الثالث: إنّ نزول هذه الآية فيهم يبيّن أنّ إرادة الله قد شاءت أنْ يذهب الرجس عن أهل البيت (عليهم السلام) وهو ما يقتضي العصمة، وهذه الإرادة تكوينيّة؛ إذ إنّها لو كانت إرادة تشريعيّة لما اختصّ الأمرُ بأصحاب الكساء فقط.