الاثنين، 15 فبراير 2016

كشف التحريفات (٢٩): تحريف ثانٍ لموقف أمير المؤمنين (عليه السلام) من أبي بكر وعمر

بسم الله الرحمن الرحيم
كشف التحريفات (٢٩): تحريف ثانٍ لموقف أمير المؤمنين (عليه السلام) من أبي بكر وعمر

روى عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه رواية تشير إلى موقف أمير المؤمنين (عليه السلام) من أبي بكر وعمر، قال في مصنفه (ج٥، ص١٠٤-١٠٥، رقم الحديث ١٠٥٣٢، الناشر: دار التأصيل): (عن معمر عن الزهري، عن مالك بن أوس بن الحدثان النصري قال: أرسل إليَّ عمر بن الخطاب أنه قد حضر المدينة أهل أبيات من قومك، وإنا قد أمرنا لهم برضح فاقسمه بينهم قلت: يا أمير المؤمنين مر بذلك غيري قال: اقبضه أيها المرء. قال: فبينا أنا كذلك جاءه مولاه فقال: هذا عثمان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص والزبير بن العوام. قال: ولا أدري أذكر طلحة أم لا؟ - يستأذنون عليك قال: ائذن لهم قال: ثم مكث ساعة، ثم جاء فقال: هذا العباس وعلي يستأذنان عليك قال: ائذن لهما قال: ثم مكث ساعة قال: فلما دخل العباس قال: يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا - وهما يومئذ يختصمان فيما أفاء الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أموال بني النضير - فقال القوم: اقض بينهما يا أمير المؤمنين، وأرح كل واحد منهما من صاحبه، فقد طالت خصومتهما، فقال عمر: أنشدكم الله الذي بإذنه تقوم السموات والأرض، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا نورث، ما تركنا صدقة؟» قال: قالوا: قد قال ذلك، ثم قال لهما مثل ذلك فقالا: نعم قال لهم: فإني سأخبركم عن هذا الفيء: إن الله تبارك وتعالى، خص نبيه صلى الله عليه وسلم منه بشيء، لم يعطه غيره فقال: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ} فكانت هذه لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة، ثم والله ما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم، لقد قسم والله بينكم وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال، فكان ينفق على أهله منه سنة - قال: وربما قال: ويحبس قوت أهله منه سنة - ثم يجعل ما بقي منه مجعل مال الله، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر: أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده، أعمل فيه بما كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها. ثم أقبل على علي والعباس فقال: وأنتما تزعمان أنه فيها ظالم فاجر والله يعلم أنه فيها صادق بار تابع للحق، ثم وليتها بعد أبي بكر سنتين من إمارتي، فعملت فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وأنتما تزعمان أني فيها ظالم فاجر، والله يعلم أني فيها صادق بار تابع للحق، ثم جئتماني، جاءني هذا - يعني العباس - يسألني ميراثه من ابن أخيه، وجاءني  هذا - يعني علياً - يسألني ميراث امرأته من أبيها فقلت لكما: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا نورث، ما تركنا صدقة» ثم بدا لي أن أدفعها إليكما، فأخذت عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر وأنا ما وليتها، فقلتما: ادفعها إلينا على ذلك، أتريدان منا قضاء غير هذا؟ والذي بإذنه تقوم السماء والأرض، لا أقضي بينكما بقضاء غير هذا، إن كنتما عجزتما عنها فادفعاها إلي. قال: فغلبه علي عليها، فكانت بيد علي، ثم بيد حسن، ثم بيد حسين، ثم بيد علي بن حسين، ثم بيد حسن بن حسن، ثم بيد زيد بن حسن قال معمر: ثم بيد عبد الله بن حسن، ثم أخذها هؤلاء - يعني بني العباس -).

وروى أحمدُ بن حنبل هذه الرواية عن عبد الرزَّاق في مسنده (ج١، ص٤٨٢-٤٨٣، رقم الحديث ٤٢٥، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، الناشر: مؤسسة الرسالة): (حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: أرسل إلي عمر بن الخطاب، فبينما أنا كذلك، إذ جاءه مولاه يرفأ، فقال: هذا عثمان وعبد الرحمن وسعد والزبير بن العوام - قال: ولا أدري أذكر طلحة أم لا - يستأذنون عليك. قال: ائذن لهم. ثم مكث ساعة ثم جاء، فقال: هذا العباس وعلي يستأذنان عليك. قال: ائذن لهما. فلما دخل العباس، قال: يا أمير المؤمنين، اقض بيني وبين هذا. وهما حينئذ يختصمان فيما أفاء الله على رسوله من أموال بني النضير، فقال القوم: اقض بينهما يا أمير المؤمنين، وأرح كل واحد من صاحبه، فقد طالت خصومتهما. فقال عمر: أنشدكم الله الذي بإذنه تقوم السماوات والأرض، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:لا نورث، ما تركنا صدقة؟ قالوا: قد قال ذلك. وقال لهما مثل ذلك، فقالا: نعم.
قال: فإني سأخبركم عن هذا الفيء، إن الله عز وجل خص نبيه صلى الله عليه وسلم منه بشيء لم يعطه غيره، فقال: {وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب}، وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة، والله ما احتازها دونكم، ولا استأثرها عليكم، لقد قسمها بينكم وبثها فيكم، حتى بقي منها هذا المال، فكان ينفق على أهله منه سنة، ثم يجعل ما بقي منه مجعل مال الله، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبو بكر: أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده، أعمل فيها بما كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها).
وبهذا يظهرُ أنّ الرواية قد حُذِفَ منها ذلك المقطع الذي يشيرُ فيه الخليفة الثاني إلى موقف أمير المؤمنين (عليه السلام) منه ومن أبي بكر.

الرواية في مصنف عبد الرزاق (قبل التحريف)

الرواية في مسند أحمد بن حنبل (بعد التحريف)
 
 

كشف التحريفات (٧۰): تحريف كتاب «جامع البيان في تفسير القرآن» بحذف استغاثة المصنِّف بالنبيِّ (ص)

بسم الله الرحمن الرحيم كشف التحريفات (٧۰): تحريف كتاب «جامع البيان في تفسير القرآن» بحذف استغاثة المصنِّف بالنبيِّ (ص) قال الشيخ محمد بن عبد...