بسم الله الرحمن الرحيم
الحافظ أبو العبّاس القرطبيّ: يزيد ظالمٌ من الدعاة على أبواب جهنم
قال الحافظ أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبيّ: (وأما خلافة ابنه فهي أول الشرِّ الثالث؛ فيزيد وأكثر ولاته ومن بعده من خلفاء بني أمية هم الذين يصدق عليهم أنهم «دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها»، فإنهم لم يسيروا بالسواء، ولا عدلوا في القضاء، يدلُّ على ذلك تصفَّحُ أخبارهم ومطالعةُ سِيَرِهم).
المصدر: المُفْهِمُ لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ج٤، ص٥٦.
وقال في موضعٍ آخر من كتابه: (وهؤلاء الأغيلمة كان أبو هريرة - رضي الله عنه - يعرف أسماءهم وأعيانهم، ولذلك كان يقول: لو شئت قلت لكم: هم بنو فلان، وبنو فلان، لكنه سكت عن يقينهم مخافة ما يطرأ من ذلك من المفاسد، وكأنهم -والله تعالى أعلم- يزيد بن معاوية، وعبيد الله بن زياد، ومن تنزَّلَ منزلتهم من أحداث ملوك بني أمية، فقد صدر عنهم من قتل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبيهم، وقتل خيار المهاجرين والأنصار بالمدينة وبمكة وغيرها، وغير خافٍ ما صدر عن الحجاج وسليمان بن عبد الملك وولده من سفك الدماء وإتلاف الأموال وإهلاك خيار الناس بالحجاز والعراق، وغير ذلك).
المصدر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ج٧، ص٢٥٤-٢٥٥.