بسم الله الرحمن الرحيم
إحاطة أمير المؤمنين (عليه السلام) بالعلوم الإلهيّة ومعرفته بالقرآن
روى عبد الرزاق الصنعانيّ في تفسيره بسندٍ صحيحٍ: (عن معمر، عن وهب بن عبد الله، عن أبي الطفيل، قال: شهدتُ علياً وهو يخطب ويقول: سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدَّثتُكم به، وسلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار وأم في سهل أم في جبل..).
المصدر: (تفسير عبد الرزاق الصنعاني، ج2، ص241، تحقيق: مصطفى مسلم محمد، الناشر: مكتبة الرشد – الرياض، الطبعة: الأولى، سنة النشر: 1410هـ/1989م).
ورواه الخطيبُ البغداديّ في كتابه (الفقيه والمتفقّه) بإسناده عن عبد الرزاق بهذا الإسناد نفسه: (أناه: أبو الحسين أحمد بن عمر بن روح وأبو علي الحسن بن فهد النهراونيّان بها، قالا: أنا أبو الحسين محمد بن إبراهيم بن سلمة الكهيليّ بالكوفة، أنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، نا إسحاق بن إبراهيم المروزي، نا عبد الرزاق، نا معمر، عن وهب بن عبد الله بن أبي دبي، عن أبي الطفيل، قال: شهدتُ عليّاً وهو يخطب وهو يقول: سلوني، والله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلّا حدثتكم به.
... بإسناده، قال: قال عليّ: «سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا أنّي أعلم أبليلٍ نزلت أم بنهار، أم في سهلٍ أم في جبلٍ»).
قال المحقق عادل بن يوسف العزازيّ: (إسناده صحيح).
المصدر: (الفقيه والمتفقه، ص710، رقم الحديث 1081-1082، تحقيق: عادل بن يوسف العَزّازيّ، الناشر: دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع – الدمَّام، الطبعة: الأولى، سنة النشر: 1430هـ).
ورواه ابن عبد البرّ القرطبيّ أيضاً، قال: (وحدثني أحمد بن فتح، نا حمزة بن محمد، نا إسحاق بن إبراهيم، نا محمد بن عبد الأعلى، ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن وهب بن عبد الله، عن أبي الطفيل قال: شهدت علياً رضي الله عنه وهو يخطب ويقول: سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به، وسلوني عن كتاب الله فوالله ما منه آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار، أم بسهل نزلت أم بجبل..إلخ).
قال المحقق محمد بن عوض بن عبد الغنيّ المصريّ: (صحيح).
المصدر: (بيان أخذ العلم وفضله، ص345-346، رقم الحديث 726، تحقيق: محمد بن عوض بن عبد الغني المصري، الناشر: دار الإمام البُخاري – الدوحة، الطبعة: الأولى، سنة النشر: 1437هـ/2016م).
وعلّق على هذا الخبر المحقق أبو الأشبال الزهيريّ بقوله: (إسناده صحيح، ورجاله ثقات)، انظر: جامع بيان العلم وفضله، ج1، ص383-384، رقم الحديث 726، تحقيق: أبي الأشبال الزهيري، الناشر: دار ابن الجوزيّ – الدمام، الطبعة: السابعة، سنة النشر: 1427هـ).
وعلق عليه أيضاً المحقق محمد بن عبد الرحمن الصالح بقوله: (إسناده صحيح)، انظر: جامع بيان العلم وفضله، ج1، ص208، رقم الحديث 726، تحقيق: محمد بن عبد الرحمن الصالح، الناشر: مكتبة عباد الرحمن – مصر، الطبعة: الأولى، سنة النشر: 1428هـ/2007م).
وقال ابن كثير في تفسيره: (وثبتَ أيضاً من غير وجهٍ عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه صعد منبر الكوفة فقال: لا تسألوني عن آيةٍ في كتاب الله تعالى، ولا عن سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلا أنبأتُكم بذلك..).
المصدر: تفسير القرآن العظيم، ج7، ص26، تحقيق: حكمت بن بشير بن ياسين، الناشر: دار ابن الجوزيّ).
وهذا كلّه يشيرُ إلى أمرين يخصّان أمير المؤمنين (عليه السلام):
1. سعة إحاطة علمه بما يكون إلى يوم القيامة من علم المنايا والبلايا والفتن وما يجري في هذه الأمّة إلى قيام الساعة، وقد ثبت عنه بالأسانيد المعتبرة بعض الإخبارات التي أنبأ بها قبل وقوعها وحدثت لاحقاً، من قبيل إخباره عن شهادته في العراق (اضغط هنا) وإخباره بشهادة سيد الشهداء (عليه السلام) في كربلاء (اضغط هنا).
2. علمه بجميع حقائق القرآن الكريم، وهذا لم يدّعِه أحدٌ ممن سبقه أو لحقه من الخلفاء والحُكّام، وإنّما اختصّ به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – صلوات الله عليه -، وهذا شاهد على وراثته علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويؤكّد الحقيقة النبويّة الراسخة: «أنا مدينةُ العلم وعليٌّ بابُها»؛ فإنّ هذه السعة في العلم لم تكن إلا لاختصاصه بمقام وراثة النبي (صلى الله عليه وآله)، ولو كان مُتاحاً لغيره لسبقه إليه.
الرواية في تفسير عبد الرزاق الصنعاني
الرواية في كتاب (الفقيه والمتفقه) للخطيب البغدادي
(جامع بيان أخذ العلم وفضله) بتحقيق محمد بن عوض المصري
(جامع بيان العلم وفضله) بتحقيق أبي الأشبال الزهيري
(جامع بيان العلم وفضله) بتحقيق محمد الصالح
كلام ابن كثير الدمشقيّ في إثبات الرواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام)