بسم الله الرحمن الرحيم
كشف التحريفات (٤٤): تحريف ثانٍ لكلام ابن عباس رضي الله عنه في بيان بغض عائشة لأمير المؤمنين
روى ابن سعد في كتاب الطبقات الكبير [1]: (أخبرنا أحمد بن الحجاج قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا معمر ويونس عن الزهري. أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عائشة زوج النبي صلّى الله عليه وسلّم قالت: لما ثقل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم واشتد به وجعه استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج بين رجلين تخط رجلاه في الأرض بين ابن عباس – تعني الفضل – وبين رجل آخر. قال عبيد الله: فأخبرت ابن عباس بما قالت قال: فهل تدري من الرجل الآخر الذي لم تسم عائشة؟ قال: قلت: لا. قال ابن عباس: هو عليٌّ، إنَّ عائشة لا تطيب له نفساً بخير ..إلخ).
وروى هذه الروايةَ البخاريُّ في صحيحه، وقد حُذِفَ من كلام ابن عبَّاس ما يدلُّ على بغضها لأمير المؤمنين عليه السّلام، قال [2]:(حدثنا بشر بن محمد، أخبرنا عبد الله، أخبرنا معمر، ويونس: قال الزهري: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلّى الله عليه وسلّم قالت: لما ثقل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم واشتد وجعه، استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي، فأذِنَّ، فخرج بين رجلين تخط رجلاه في الأرض، بين عباس وآخر، فأخبرت ابن عباس، قال: هل تدري من الرجل الآخر الذي لم تُسَمِّ عائشة؟ قلت: لا، قال: هو علي، قالت عائشة: فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم بعد ما دخل بيتها، واشتد به وجعه: «هريقوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن، لعلي أعهد إلى الناس» قالت: فأجلسناه في مخضب لحفصة زوج النبي صلّى الله عليه وسلّم ، ثم طفقنا نصب عليه من تلك القرب، حتى جعل يشير إلينا: «أن قد فعلتن» قالت: وخرج إلى الناس، فصلى لهم وخطبهم).
والرواية عند ابن سعد والبخاري من طريق عبد الله بن المبارك عن معمر ويونس عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ..إلخ، ومع كون إسناد روايتهما واحداً إلا أنَّه وقع التصرف في ألفاظ الرواية كما هو واضح.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] كتاب الطبقات الكبير، ج2، ص 205.
[2] صحيح البخاري، ج4، ص 277، رقم الحديث 5714.