الاثنين، 24 أغسطس 2020

كلام الحافظ ابن حجر العسقلانيّ في وصف جرائم يزيد بن معاوية

بسم الله الرحمن الرحيم
كلام الحافظ ابن حجر العسقلانيّ في وصف جرائم يزيد بن معاوية

قال الحافظ ابن حجر العسقلانيّ في (فتح الباري، ج٤، ص٦٩):
«قلت: يوم الحرة قُتِلَ فيه من الأنصار مَنْ لا يُحصى عدده، ونُهِبَتِ المدينة الشريفة، وبُذِلَ فيها السيف ثلاثة أيام، وكان ذلك في أيام يزيد بن معاوية».

وقال في (فتح الباري، ج١٦، ص٥٤٠-٥٤١):
«قلت: وكان السبب فيه ما ذكره الطبري مسنداً: (أن يزيد بن معاوية كان أمر على المدينة ابن عمه عثمان بن محمد بن أبي سفيان، فأوفد إلى يزيد جماعة من أهل المدينة منهم عبد الله بن غسيل الملائكة حنظلة بن أبي عامر وعبد الله بن أبي عمرو بن حفص المخزومي في آخرين فأكرمهم وأجازهم، فرجعوا فأظهروا عيبه ونسبوه إلى شرب الخمر وغير ذلك، ثم وثبوا على عثمان فأخرجوه، وخلعوا يزيد بن معاوية، فبلغ ذلك يزيد فجهز إليهم جيشاً مع مسلم بن عقبة المري وأمره أن يدعوهم ثلاثاً فإن رجعوا وإلا فقاتلهم، فإذا ظهرت فأبحها ثلاثاً ثم اكفف عنهم، فتوجه إليهم فوصل في ذي الحجة سنة ثلاثين فحاربوه، وكان الأمير على الأنصار عبد الله بن حنظلة وعلى قريش عبد الله بن مطيع وعلى غيرهم من القبائل معقل بن يسار الأشجعي، وكانوا اتخذوا خندقاً، فلما وقعت الوقعة انهزم أهل المدينة، فقتل ابن حنظلة، وفر ابن مطيع، وأباح مسلم بن عقبة المدينة ثلاثاً، فقتل جماعة صبراً، منهم معقل بن سنان ومحمد بن أبي الجهم بن حذيفة ويزيد بن عبد الله بن زمعة وبايع الباقين على أنهم خول ليزيد).
وأخرج أبو بكر بن أبي خيثمة بسند صحيح إلى جويرية بن أسماء: سمعت أشياخ أهل المدينة يتحدثون أن معاوية لما احتضر دعا يزيد فقال له: (إن لك من أهل المدينة يوماً، فإن فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة فإني عرفت نصيحته) فلما ولي يزيد وفد عليه عبد الله بن حنظلة وجماعة فأكرمهم وأجازهم، فرجع فحرض الناس على يزيد وعابه ودعاهم إلى خلع يزيد، فأجابوه، فبلغ يزيد فجهز إليهم مسلم بن عقبة، فاستقبلهم أهل المدينة بجموع كثيرة، فهابهم أهل الشام وكرهوا قتالهم، فلما نشب القتال سمعوا في جوف المدينة التكبير، وذلك أن بني حارثة أدخلوا قوماً من الشاميين من جانب الخندق، فترك أهل المدينة القتال ودخلوا المدينة خوفاً على أهلهم، فكانت الهزيمة، وقتل من قتل وبايع مسلم الناس على أنهم خول ليزيد يحكم في دمائهم وأموالهم وأهلهم بما شاء».

وقال في (الإصابة، ج١٠، ص٤٤٤-٤٤٥، رقم ٨٤٥١):
«مسلمُ بنُ عقبةَ بنِ رِياحِ بنِ أسعدَ بنِ ربيعةَ بنِ عامرِ بنِ مالكِ بنِ يربوعِ بنِ غيظِ بنِ مرةَ بنِ عوفٍ المرِّيُّ، أبو عقبةَ، الأميرُ من قِبَلِ يزيدَ بنِ معاويةَ على الجيشِ الذين غزَوُا المدينةَ يومَ الحرةِ. ذكَره ابنُ عساكرَ، وقال: أدرَك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وشهِد صِفِّينَ مع معاويةَ، وكان على الرجالةِ. وعُمدتُه في إدراكِه أنه استَنَد إلى ما أخرَجه محمدُ بنُ سعدٍ في “الطبقاتِ” عن الواقديِّ بأسانيدِه قال : لما بلَغ يزيدَ بنَ معاويةَ أنَّ أهلَ المدينةِ أخرَجوا عاملَه من المدينةِ وخلَعوه، وجَّه إليهم عسكراً أمَّر عليهم مسلمَ بنَ عقبةَ المُرِّيِّ، وهو يومئذٍ شيخٌ ابنُ بضعٍ وتسعينَ سنةً. فهذا يدلُّ على أنَّه كان في العهدِ النبويِّ كَهْلاً. وقد أفحَش مسلمٌ المذكورُ القولَ والفعلَ بأهلِ المدينةِ، وأسرَف في قتلِ الكبيرِ والصغيرِ حتى سَمَّوه مُسْرِفاً، وأباح المدينةَ ثلاثةَ أيامٍ لذلك العسكرِ يَنهَبُون ويَقتُلون ويَفجُرونَ، ثم رفَع القتلَ وبايَع من بقِي على أنَّهم عبيدٌ ليزيدَ، وتَوَجَّه بعسكرهِ إلى مكةَ ليُحاربَ ابنَ الزبيرِ لتَخَلُّفِه عن البيعةِ ليزيدَ فعُوجِلَ بالموتِ، فمات في الطريقِ، وذلك في سنةِ ثلاثٍ وستينَ، واستمَرَّ الجيشُ إلى مكةَ فحاصَروا ابنَ الزبيرِ ونصَبوا المنجنيقَ على أبي قُبَيسٍ، فجاءهم الخبرُ بموتِ يزيدَ بنِ معاويةَ فانصَرَفوا، وكفَى اللهُ المؤمنينَ القتالَ».

وقال في (تعجيل المنفعة، ج٢، ص٣٧٧-٣٧٨):
«يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية الأموي أبو عبد الرحمن وأبو خالد، ولد في خلافة عثمان وغزا الروم في خلافة أبيه، وولي الخلافة بعهد منه إليه سنة ستين، وامتنع من بيعته الحسين بن علي، وسار إلى الكوفة باستدعائهم له إليها، فجهز له عبيد الله بن زياد أمير الكوفة ليزيد بن معاوية الجيوش، فقتل في يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، وامتنع من بيعة يزيد أيضاً عبد الله بن الزبير، وأقام بمكة، فراسله يزيد مراراً، ثم إن أهل المدينة خلعوا يزيد، فجهز إليهم الجيوش، فكانت وقعة الحرة بالمدينة، قتل فيها عدد كثير من الصحابة والتابعين، واستبيحت المدينة بجهلة أهل الشام، ثم سارت الجيوش إلى مكة لقتال ابن الزبير، فحاصروه بمكة وأحرقت الكعبة بعد أن رميت بالمنجنيق، ففجئهم موت يزيد، وكانت وفاته في نصف شهر ربيع الأول سنة أربع وستين، وكان يزيد شجاعاً جواداً شاعراً مجيداً، وأمه ميسون بنت بحدل – بموحدة ثم مهملة وزن جعفر – الكلبية، وكان منهمكاً في لذاته، ومقته أهل الفضل بسبب قتل الحسين، ثم بسبب وقعة الحرة، والله المستعان».

 


 
 

 
 
 

 
 
 

كشف التحريفات (٦٨): تحريف الوهابية كتاب إظهار الحق للشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي

بسم الله الرحمن الرحيم كشف التحريفات (٦٨): تحريف الوهابية كتاب إظهار الحق للشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي قام الشيخ رحمة الله بن خليل ...