بسم الله الرحمن الرحيم
كشف التحريفات (٣٠): تحريف ثالث لموقف أمير المؤمنين (عليه السلام) من أبي بكر وعمر
روى مسلم في صحيحه الرواية التي ذكرناها في المورد الثامن والعشرين (هنا)، والتي تُبيِّنُ موقفَ أمير المؤمنين (عليه السلام) من أبي بكر وعمر، وفي الرواية يخاطبُ عمرُ أميرَ المؤمنين (عليه السلام) والعبّاس عم النبي متحدثاً عن موقفِهما من أبي بكر: (فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً) وهذا يعني أنَّ موقف الإمام (عليه السلام) من أبي بكر كان بهذا النحو، أنّه كان يراهُ آثماً غادراً خائناً، وفي بقيّة الرواية يصف عمر بن الخطاب موقفهما منه أيضاً، فيقول: (ثم توفي أبو بكر وأنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم وولي أبي بكر فرأيتماني كاذباً آثماً غادراً خائناً).
ولكنَّ الرواية جاءت في مسند أبي يعلى الموصلي محرَّفة، قد حُذِفَ فيها هذا الكلام بهذه الصورة «فرأيتماني ..» مع حذف الكلمات الثلاث: «آثماً، غادراً، خائناً»، وهذا يبيّن مدى الحرص والإصرار على تحريف المواقف التاريخيّة التي اتّخذها أهل البيت (عليهم السلام) تجاه بعض الصحابة.