بسم الله الرحمن الرحيم
كشف التحريفات (٧٣): تحريف كتاب «النهر المادّ» لأبي حيّان الأندلسي
قال أبو حيان الأندلسي في تفسيره (النهر المادّ): (وقرأتُ في كتابٍ لأحمد بن تيمية هذا الذي عاصرنا، وهو بخطّه، سمّاه كتاب العرش: إنّ الله تعالى يجلسُ على الكرسيّ وقد أخلى منه مكاناً يُقعد فيه معه رسول الله ﷺ . تحيّلَ عليه التاج محمد بن عليّ بن عبد الحقّ البارنباريّ وكان أظهر أنه داعيةٌ له حتى أخذه منه وقرأنا ذلك فيه).
وهذا النقل يُظهر حقيقة اعتقاد ابن تيمية بالتجسيم، ويكشفُ بشكل صريح ما يحاول بعض أتباعه غضّ الطرف عنه، ولذلك حُذِفتْ هذه الفقرة بأكملها من بعض الطبعات، وقد وردت هذه الفقرة في الطبعة الأولى الصادرة عن دار الجنان ببيروت سنة (1407هـ/1987م)[1]، وفي الطبعة الأولى الصادرة عن دار الجيل بتحقيق الدكتور عمر الأسعد سنة (1416هـ/1995م)[2]، ولكنّها حُذفت في مصوّرة دار الفكر الصادرة سنة (1403هـ/1983م)[3] والتي هي بالأصل من تحقيق وطباعة مطبعة السّعادة [4].
ــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] النهر الماد، ج1، ص254-255.
([2] المصدر السابق، ج1، ص382.
[3] انظر: تفسير البحر المحيط وبهامشه تفسير النهر الماد، ج2، ص280.
[4] قال الحافظ أحمد بن محمد بن الصدّيق الغماريّ في كتابه (علي إمام العارفين) والمسمّى أيضاً بـ(البرهان الجليّ في تحقيق انتساب الصوفيّة إلى عليّ ݠ) عند حديثه حول تحريف بعض الكتب: (ومثل هذا وذاك حصل في تفسير «البحر المحيط» عند طبعه، فإنّ مؤلفه أبا حيّان عرض فيه لابن تيمية، وذمّه وذمّ بدعته، فحذف المشرفُ على تصحيحه بمطبعة السعادة ذلك الكلام من أصله، ولم يترك له في التفسير أثراً يدلّ عليه، فماذا أعدّ اللهُ لهؤلاء الخائنين لأمانة العلم؟...)، انظر: (علي إمام العارفين، هامش ص163).
الطبعة الأولى الصادرة عن دار الجنان ببيروت سنة (1407هـ/1987م)