بسم الله الرحمن الرحيم
النبي (صلى الله عليه وآله) كان يقبّل يد الزهراء (عليها السلام)
قال الحاكم النيسابوري في كتابه (فضائل فاطمة الزهراء):
"وقد صَحَّتِ الروايةُ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه "وآله وسلم" كان يقومُ إليها، ويَسْتَقْبِلُها، ويُقَبِّلُ يَدَها كلَّما دَخَلَتْ عليه؛ إجلالاً بذلك لأمِّها خديجة، ثُمَّ لها؛ كما حَدَّثَناهُ: أبو العباس محمد بن يعقوب، حدَّثنا محمد بن إسحاق الصَّنعاني، حدَّثنا عثمان بن عمر، حدَّثنا إسرائيلُ، عن مَيْسَرةَ بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن عائشة بنتِ طلحة، عن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت: "ما رأيتُ أحداً كانَ أشْبه كلاماً وحديثاً من فاطمةَ برسولِ الله صلى الله عليه "وآله وسلم"، وكانت إذا دَخَلَتْ عليه رَحَّبَ بها، وقامَ إليها، فأَخَذَ بيَدِها، وقَبَّلَ يَدَها، وأجلَسَها في مجلسِه، وكان رسول الله صلى الله عليه "وآله وسلم" إذا دَخَلَ عليها رَحَّبَتْ، وقامَتْ وأخذَتْ بِيَدِهِ فَقَبَّلَتْهُ، فدَخَلَتْ عليه في مرَضِهِ الذي تُوفي فيه، فَرَحَّبَ بها، وقَبَّلَها، وأسَرَّ إليها فبَكَتْ، ثُمَّ أسَرَّ إليها فضَحِكَتْ، فقلتُ: كنتُ أحْسَبُ لهذهِ المرأةِ فَضْلاً، فإذا هي مِنْهُنَّ، بَيْنَا هي تبكي إذْ هي تضحَكُ، فسَألْتُها فقالَتْ: إنِّي إذاً لَبَذِرَةٌ. فَلَمَّا تُوُفِّيَ رسولُ الله صلى الله عليه "وآله وسلم"، سألْتُها فقالَتْ: أسَرَّ إليَّ وأخبرَني أنَّه مَيِّتٌ فبَكَيْتُ، ثُمَّ أسَرَّ إليَّ وأخبَرَني أنِّي أوَّلُ أهْلِهِ لُحوقاً به". هذا حديثٌ صحيحُ الإسنادِ على شَرْطِ الشيخين صاحِبَي "الصحيح"، فإنَّ رُواتَهُ كُلَّهُم ثِقاتٌ .... ".
المصدر: فضائل فاطمة الزهراء، ص35-36.