بسم الله الرحمن الرحيم
كلام الفقيه الشافعيّ ابن حجر الهيتميّ في ذمّ يزيد بن معاوية
قال في كتابه (المِنَح المَكِّيَّة في شرح الهَمْزِيَّة، ص٥١٩):
«ولا عجب؛ فإن يزيد بلغ من قبائح الفسق والانحلال عن التقوى مبلغاً
لا تستكثر عليه صدور تلك القبائح منه ، بل قال أحمد بن حنبل بكفره ، وناهيك به
ورعاً وعلماً يقضيان بأنه لم يقل ذلك إلا لقضايا وقعت منه صريحة في ذلك ثبتت عنده، وإن لم تثبت عند غيره كالغزالي، فإنه أطال في رد كثير مما نسب إليه كقتل الحسين،
فقال: لم يثبت من طريق صحيح أنه قتله ولا أمر بقتله. ثم بالغ في تحريم سبه ولعنه، وكابن
العربي المالكي، فإنه نُقل عنه ما يقشعر منه الجلد، أنه قال: لم يقتل يزيدُ
الحسينَ إلا بسيف جده – أي : بحسب اعتقاده الباطل أنه الخليفة – والحسين باغٍ
عليه، والبيعة سبقت ليزيد، ويكفي فيها بعض أهل الحل والعقد، وبيعته كذلك؛ لأن كثيرين
أقدموا عليها مختارين لها، هذا مع عدم النظر إلى استخلاف أبيه له، أما مع النظر
لذلك فلا يشترط موافقة أحدٍ من أهل الحل والعقد على ذلك».