الخميس، 28 مارس 2024

كشف التحريفات (٥١): تحريف رواية نهي أحد الصحابة لعثمان عن المنكر

بسم الله الرحمن الرحيم
كشف التحريفات (٥١): تحريف رواية نهي أحد الصحابة لعثمان عن المنكر

لا يخفى أنَّ بعض الصحابة كان لهم موقفٌ من بعض أعمال عثمان بن عفَّان، حيث كانوا يرون في أعماله بعض المنكرات، ويدعون إلى نهيه عنها، وقد خاطب رجلٌ الصحابيَّ أسامة بن زيد لينهى عثمان عمّا يصنع، فكان جواب أسامة أنّه ينصحه في السرِّ دون العلن لئلا يُحدِثَ اضطراباً، وقال إنه لا يرى أحداً يكون عليه أميراً -كعُثمان- خيرَ الناس بعدما سمع من النبي -صلّى الله عليه وآله- روايةً ذكرها، مما يدل على أنه لا يرى خيريّة عثمان على الناس وأفضليته عليهم، ولأجل هذا فقد قام البخاري بمحو اسم عثمان من الحديث؛ لئلا يكون مطعناً عليه ولا يُظهر نظرة بعض الصحابة إليه أنه ليس بخير الناس بل ويستحقُّ النهي عن المنكر.
روى مسلم في صحيحه: (حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير وإسحاق بن إبراهيم وأبو كريب – واللفظ لأبي كريب – قال يحيى وإسحاق: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن أسامة بن زيد، قال: قيل له: ألا تدخل على عثمان فتكلمه؟ فقال: أترون أني لا أكلمه إلا أُسْمِعُكُمْ؟ والله لقد كلمته فيما بيني وبينه، ما دون أن أفتتح أمراً لا أحب أن أكون أول من فتحه، ولا أقول لأحدٍ يكون عليَّ أميراً «إنه خير الناس» بعد ما سمعت رسول الله ﷺ يقول: يؤتى بالرجل يوم القيامة، فيلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى فيجتمع إليه أهل النار، فيقولون: يا فلان ما لك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى، قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه.
حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: كنا عند أسامة بن زيد، فقال رجل: ما يمنعك أن تدخل على عثمان فتكلمه فيما يصنع؟ وساق الحديث بمثله).
ولكن الحديث تعرَّض للتحريف بعد أن رواه البخاري في صحيحه، قال: (حدثنا علي، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: قيل لأسامة: لو أتيت فلاناً فكلمته. قال: إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم، إني أكلمه في السر دون أن أفتح باباً لا أكون أول من فتحه، ولا أقول لرجل أن كان علي أميراً إنه خير الناس، بعد شيء سمعته من رسول الله ﷺ، قالوا: وما سمعته يقول؟ قال: سمعته يقول: يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه في النار، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون: أي فلان ما شأنك؟ أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه).
وروى البخاري أيضاً: (حدثني بشر بن خالد، أخبرنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان، سمعت أبا وائل، قال: قيل لأسامة: ألا تكلم هذا؟ قال: قد كلمته ما دون أن أفتح باباً أكون أول من يفتحه، وما أنا بالذي أقول لرجل بعد أن يكون أميراً على رجلين: أنت خير، بعد ما سمعت من رسول الله ﷺ يقول: يجاء برجل فيطرح في النار، فيطحن فيها كطحن الحمار برحاه، فيطيف به أهل النار فيقولون: أي فلان، ألست كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: إني كنت آمر بالمعروف ولا أفعله، وأنهى عن المنكر وأفعله).
ويظهر مما تقدَّم، أنَّه قد تم إخفاء اسم عثمان واستبداله بـ«فلان» و«هذا»؛ لإخفاء القرائن الواضحة على انحراف عثمان في أفعاله خلال حكمه، ولكي لا يظهر في مقام المنهيّ عن المنكر، والذي لا يرى بعض الصحابة أنّه خير النّاس خلافاً لما يُزعم في مسألة تفضيل الصّحابة!

كشف التحريفات (٦٨): تحريف الوهابية كتاب إظهار الحق للشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي

بسم الله الرحمن الرحيم كشف التحريفات (٦٨): تحريف الوهابية كتاب إظهار الحق للشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي قام الشيخ رحمة الله بن خليل ...