الأحد، 20 يونيو 2021

نزول آية التطهير في أصحاب الكساء (١٤): كلام نجم الدين الطوفي الحنبلي والحافظ السيوطي

بسم الله الرحمن الرحيم
نزول آية التطهير في أصحاب الكساء (١٤): كلام نجم الدين الطوفي الحنبلي

قال نجم الدين سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم الطوفي الحنبلي: (وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم لما أرادَ مُباهلةَ نصارى نَجران، شَمَلَ هؤلاءِ المذكورين بكِساءٍ، وجاءَ بهم ليُبَاهِلَ بهم، وقال: "هؤلاء أهلُ بيتي" وذلك حينَ نَزَلَ قولُه عز وجل: (قُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ) [آل عمران: ٦١] الآية، فَدَلَّ ذلك كُلُّه على أن أهلَ البيت هُم هؤلاء لا غيرُ، وليس النساءُ مراداتٍ منه، وإلا لقال لأمِّ سلمة: أنتِ منهم ولم يَقُلْ لها ذلك، بل ظاهر كلامِه نفيُ كونها منهم.
أما دِلالةُ السياق على أنَّهُنَّ مراداتٌ من الآية، فإنها وإن كان فيها بعضُ التمسك؛ لكن ذلك مع النصوص التي ذكرناها، على أن أهلَ البيتِ خاصٌّ بهؤلاء، فلا يُفِيدُ، والقرآن وغيرُه من كلام العرب يقعُ فيه الفصلُ بين أجزاء الكلام بالأجنبيِّ كقولِه عزَّ وجل: (إنَّ الْمُلُوكَ إذَا دَخلُوا قَرْيَةً) إلى قوله عزَّ وجل: (أَذِلَّةً) [النمل: ٣٤]. هذا حكايةُ قولِ بِلْقيسَ، (وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ) [النمل: ٣٤] كلامٌ مبتدأ من اللهِ عز وجل عند المفسرين. وقولُه عز وجل: (قَالَتِ امْرَأَةُ العَزِيْزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ) إلى قوله: (الصَّادِقِيْن) [يوسف: ٥١] هذا حكايةُ كلامِ المرأة، (ذلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ) إلى قوله: (غَفُورٌ رَحِيمٌ) [يوسف: ٥٢-٥٣] كلامُ يوسف عليه السلام. وقولُه سبحانَه وتعالى: (وَإذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّىءُ المُؤْمِنِيْنَ مَقَاعِدَ) [آل عمران: ١٢١] إلى قريبِ آخرِ السورة يوم أحد في معنى غَزاتها، وتذكير يومِ بدر ونحوه، ووَقَعَ الاعتراضُ بينَ ذلك بقوله عَزَّ وجل: (يَا أَيُّها الَّذِيْنَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا الرِّبَا) إلى قوله عز وجل: (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا) [آل عمران: ١٣٠-١٣٩].
وبالجملةِ فاعتراضاتُ العربية، والتخلصاتُ من كلامٍ إلى كلامٍ كثيرةٌ في القرآن على أبدعِ ما يكون، حتى إن الإِنسانَ يَظُنُّ أن الجملتين المتواليتين منه في معنى واحد، وكلُّ واحدة في معنى، ومَنِ استقرأَ ذلك، ونَظَرَ فيه، عَرَفَه، وحينئذٍ قولُه عز وجل: (إِنَّما يُرِيْدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) وَقَعَ اعتراضاً وفصلاً بينَ أجزاءِ خطاب النسوة لما ذكرناه من السنةِ المُبَيِّنةِ لذلك).
المصدر: شرح مختصر الروضة، ج٣ ص١١٠-١١١، الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت.

وقال الحافظ جلال الدين السيوطي: ({أهل البيت} [الأحزاب: ٣٣] قال صلى الله عليه وسلم: "هم عليٌّ وفاطمةُ والحسنُ والحسين").
المصدر: الإتقان في علوم القرآن، ج٦، ص٢٠٥٦، الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف - المدينة المنورة.


كشف التحريفات (٧۰): تحريف كتاب «جامع البيان في تفسير القرآن» بحذف استغاثة المصنِّف بالنبيِّ (ص)

بسم الله الرحمن الرحيم كشف التحريفات (٧۰): تحريف كتاب «جامع البيان في تفسير القرآن» بحذف استغاثة المصنِّف بالنبيِّ (ص) قال الشيخ محمد بن عبد...