بسم الله الرحمن الرحيم
كشف التحريفات (٧٢): حذف المقريزيّ ترجمة أبي حنيفة من «مختصر الكامل في الضعفاء»
صنّف المؤرِّخ تقي الدّين أحمد بن علي المقريزيّ كتاباً اختصر فيه كتاب (الكامل في الضعفاء) للحافظ ابن عديّ الجرجانيّ، وقد التزم في مقدّمة كتابه بأن يذكر التراجم مُلخَّصةً دون إيراد الأسانيد الكثيرة، وإنما يقتصر في ذلك على ما قيل في الرواة على سبيل الإيجاز، فقال في مقدمته: (فإن الحافظ أبا أحمد عبد الله بن عدي - سقى الله جدثه صيب الغفران، وبوأه بحبوحة دار الأمان - قد أملى كتابه «الكامل في علل الحديث وأسماء المجروحين من الرواة»، وأشحنه بكثرة الأسانيد، فأحببت أن ألخص منه ما قيل في الرواة على سبيل الإيجاز، وحذفتُ علل الحديث إلا إذا احتيج إليها، وأضربت عن ذكر الأسانيد إلا أن تدعو الضرورة إليها)، ولكنّه عندما وصل إلى ترجمة أبي حنيفة النعمان قام بحذفها، ولم يقم بتلخيصها، وذلك لأنّ ابن عديّ قد أكثر من إيراد الروايات التي تقدحُ في أبي حنيفة، وقد ختمها بتضعيفه في الحديث، فلم ينقل المقريزي من ذلك شيئاً، وقد تعقّبهُ محقق كتابه أيمن بن عارف الدمشقيّ، فقال: (أسقط المُختصِرُ ترجمته استحياءً من ذكره في الضعفاء، وقد قال ابن عديّ: «وأبو حنيفة له أحاديث صالحة، وعامّةُ ما يرويه غلط وتصاحيف وزيادات في أسانيدها ومتونها وتصاحيف في الرجال، وعامة ما يرويه كذلك، ولم يصحّ له في جميع ما يرويه إلا بضعة عشر حديثاً، وقد روى من الحديث لعله أرجح من ثلاثمئة حديث من مشاهير وغرائب، وكله على هذه الصورة؛ لأنه ليس هو من أهل الحديث، ولا يحمل على من تكون هذه صورته في الحديث»، وقال في ترجمة حفيده: «ليس هو ولا أبوه ولا جدّه أبو حنيفة من أهل الروايات...»)، انتهى.