بسم الله الرحمن الرحيم
كشف التحريفات (٦٩): تحريف كتاب «الروض الندي، شرح كافي المبتدي» بحذف توسل المؤلف بالنبيِّ (ص)
قال الشيخ أحمد بن عبد الله البعليّ في مقدمة كتابه (الروض النديّ، شرح كافي المبتدي) ما نصّه: (...، لكن ضرورة كونه لم يُشرَح فعلتُ ذلك متوسِّلاً بسيِّد الأحباب، طالباً من الله جميلَ الأجر وجزيلَ الثواب، وسمَّيتُه الروض النديّ ..إلخ).
وقد طُبِعَ الكتاب مرَّتين، وحُذِفَتْ منه عبارة المصنِّف في التوسُّلِ بالنبيِّ الأكرم ݕ، وهذا ما ينافي معتقد شيوخ الوهابيَّة في مسألة التوسل،.. والطبعتان هما:
الطبعة الأولى: وهي التي أشرف على طبعها وتصحيحها الشيخ عبد الرحمن حسن محمود -أحد علماء الأزهر-، وتولَّت طباعتها المؤسسة السعيديَّة في مدينة الرياض لصاحبها فهد بن عبد العزيز السعيد.
الطبعة الثانية: وهي التي حققها المحقق نور الدين طالب، والذي اعتنى بها ضبطاً وتحقيقاً وتخريجاً كما ذُكر فيها، والذي يزيدُ الأمر غرابةً أنَّ المحقق قد ذكر أنَّه حقّق الكتاب وفقاً لعدد من النسخ الخطيّة، منها النسخة السعوديّة المحفوظة في الرياض، وقد كَتبَ في وصفها ما نصّه: (النسخة الثانية: نسخة مكتبة الرياض السعوديّة برقم (283/86)، والمنقولة الآن إلى مكتبة الملك فهد الوطنيّة بالرياض، وتقع في (430) صفحة، مقاس متوسط، في كل صفحة (25) سطراً، في كل سطـر (12) كلمة وسطياً. وهي نسخةٌ نجديَّـةٌ تعودُ ملكيّتها لشيخ علماء نجد المعاصرين الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ – رحمه الله تعالى -.
وقد جاء في عنوان طُرَّتها: «كتاب الروض الندي شرح كافي المبتدي، تأليف الشيخ أحمد البعلي الحنبلي، على مذهب إمام أهل السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني رضي الله عنه».
وجاء في خاتمتها: «على يد العبد الفقير لله تعالى محمود بن خطيمي النجديّ الحنبلي الأثري - رحمه الله تعالى - آمين».
وكُتِبَ تحته: «وكانت هجرة كاتب الأحرف من بلاده الزبير المحروسة إلى دمشق الشام سنة ألف ومئتين وعشر لأجل طلب العلم، وفقه الله لما يحب ويرضى، إنه جواد کریم، وكان الفراغ من كتابة هذه النسخة المباركة نهار 30 شعبان سنة 1212هـ، تمَّت:
كتبتُ وقد أيقنتُ يومَ كتبتُها بأن يدي تَفنى ويبقى كتابُها».
وهي المرموز بها برمز «ض»)، انتهى كلام المحقق.
وسنقارن بينها وبين المطبوع فيما يلي ليظهرَ التحريف المذكور.