بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الوهابي عبد الله الغنيمان: مِنَ الصحابةِ الذين قاتلوا مع رسول الله مَنْ دخلَ النار
قال الشيخ المحقق الوهابي عبد الله الغنيمان في كتابه (السَّبائك الذهبية بشرح العقيدة الواسطيَّة، ص88، الناشر: دار ابن الجوزي، الدمام): (فالمقصود أنَّ هذا الغلام الذي جاءه السهمُ وقالوا له: هنيئاً لك الشهادة. قال الرسول (صلى الله عليه وسلم):(كلا، إنَّ الشملةَ التي أخذها من المغانم لم تصبه القسمة لتشتعل الآن عليه ناراً) والشملةُ كساء يساوي خمسة دراهم منعتهُ من الشهادة وصارت تشتعل عليه ناراً، فلمَّا سمع بذلك الصحابة أسرعَ رجلٌ منهم فجاءَ بشسع نعلٍ، قال: هذه أخذتُها. قال: (شسعٌ من نار) فذهب آخر فجاء بشيءٍ تافهٍ، قال: (هذا من النار)، يعني القليل الذي يؤخذُ والكثيرُ يمنعُ الشهادة).
ومن خلال هذا النصِّ، للعاقل أن يتساءل: إذا كان الصحابي الذي كان يجاهدُ ويقاتلُ بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله ويدفعُ عنه أعداء الإسلام قد آخذهُ اللهُ بذنب الخيانة والسرقة فعاقبه، فكيف يزعمُ الوهابية وغيرهم أنَّ الصحابة مجتهدون إن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر، حتَّى في المخالفات الصريحة للنصوص الصادرة عن النبي الأكرم (صلَّى الله عليه وآله).
ومن خلال هذا النصِّ، للعاقل أن يتساءل: إذا كان الصحابي الذي كان يجاهدُ ويقاتلُ بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله ويدفعُ عنه أعداء الإسلام قد آخذهُ اللهُ بذنب الخيانة والسرقة فعاقبه، فكيف يزعمُ الوهابية وغيرهم أنَّ الصحابة مجتهدون إن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر، حتَّى في المخالفات الصريحة للنصوص الصادرة عن النبي الأكرم (صلَّى الله عليه وآله).
إنَّ هذا النصَّ النبوي ينفي عدالةَ الصحابة وما رتَّبوا عليها من عدم مؤاخذة الصحابي بمُخالفَةٍ ارتكبها، وتبيِّنُ أنَّ الصحابة كغيرهم من المسلمين، إن أحسنوا فلهم الأجر وإن أساءوا فعليهم الإثم والعقاب، فهذه القداسة المصطنعة التي اختلقوها لا يؤيدها القرآن الكريم ولا الحديث النبوي الشريف.