بسم الله الرحمن الرحيم
كشف التحريفات (٣٧): تحريف رواية بيع معاوية للأصنام
روى البلاذريّ في (أنساب الأشراف): (وحدثنا يوسف وإسحاق، قالا: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: كنت مع مسروق بالسلسلة فمرت به سفائن فيها أصنام من صفر تماثيل الرجال، فسألهم عنها فقالوا: بعث بها معاوية إلى أرض السند والهند تباع له. فقال مسروق: لو أعلم أنهم يقتلونني لغرَّقتُها، ولكني أخاف أن يعذبوني ثم يفتنوني، والله ما أدري أي الرجلين معاوية، أرَجُلٌ قد يئس من الآخرة فهو يتمتع من الدنيا أم رَجُلٌ زين له سوء عمله)، انظر: أنساب الأشراف (القسم الرابع – الجزء الأوّل)، ص129-130، رقم الحديث 377.
وروى الطبريّ في (تهذيب الآثار): (وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: كنت مع مسروق بالسلسلة، فمرت عليه سفينة فيها أصنام ذهب وفضة، بعث بها معاوية إلى الهند تباع، فقال مسروق: «لو أعلم أنهم يقتلوني لغرَّقتُها، ولكني أخشى الفتنة»)، انظر: تهذيب الآثار (مسند علي بن أبي طالب)، ص241، رقم الحديث 382.
وهاتان الروايتان تشيران إلى قيام معاوية بالعمل في تجارة الأصنام والمشاركة فيها، وهذا الأمر الذي أنكره عليه بعض التابعين كالتابعيّ مسروق بن الأجدع.
وقد روى الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة هذه الرواية في مصنّفه، ولكن حُذِفَ منها ما يشير إلى معاويّة، قال: (حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن مسروق، قال: مر عليه وهو بالسلسلة بتماثيل من صفر تُباع، فقال مسروق: «لو أعلم أنه يَنفُقُ لضربتها، ولكني أخاف أن يعذبني فيفتنّي، والله ما أدري أي الرجلين: رجل قد زُيِّن له سوء عمله، أو رجل قد أيس من آخرته فهو يتمتع من الدنيا)، انظر: مصنف ابن أبي شيبة، ج11، ص397، رقم الحديث 22684.
والغرضُ من هذا الإبهام - كما هو واضح - التستر على اشتراك معاوية في ترويج الأصنام التي تُباع ليُعبد غيرُ الله بها، وإخفاء أعماله التي تنافي مبادئ الإسلام.