الثلاثاء، 12 يناير 2016

الوهابي عبد اللطيف آل الشيخ: عليٌ نعت معاوية وحزبه بأنهم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، وصرَّحَ أن رفع المصاحف والتحكيم خدعة

بسم الله الرحمن الرحيم
الوهابي عبد اللطيف آل الشيخ: عليٌ نعت معاوية وحزبه بأنهم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، وصرَّحَ أن رفع المصاحف والتحكيم خدعة

لطالما تبجَّحَ الوهابية أنَّ الصحابةَ عدولٌ وأنهم جميعاً على طريق الاستقامة على الحق، ولكن الله يخرج الحق من أفواههم من حيثُ لا يشعرون، فهذا أحد كبار علمائهم وهو الشيخ عبد اللطيف بن بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب، من أحفاد مؤسس الفكر الوهَّابي وإمام الوهابية في زمانه، وعالمهم المُقَّدم والمعظّم كما سيأتي في بيان ترجمته، يعترف أنَّ معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص لم يريدا من التحكيم طلبَ العدل والإنصاف وإنّما الخديعةَ والمكر، ويعترفُ أيضاً أمير المؤمنين (عليه السلام) نعتَ معاوية وحزبه بأنهم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، وأنهم ممن ترك عهدَ القرآن الكريم فكيف يحتكمون إليه، وهم قد نبذوا عهده؟! وإليكَ نصُّ الكلام من كتابِ (الدرر السنية في الأجوبة النجدية، ج9، ص 212-214):
(وقال الشيخ: سليمان بن سحمان، رحمه الله تعالى:
ورد علينا منك رسالة، تطلب فيها أن نكتب لك قصة الخوارج مستوفاة، من حين خروجهم على علي رضي الله عنه، إلى آخر ما كان من أمرهم؛ فقد ذكر ذلك شيخنا، الشيخ: عبد اللطيف، في رده على داود بن جرجيس، وهذا نص ما ذكر، وبه الكفاية.
قال رحمه الله: إنه لما اشتد القتال يوم صفين، قال عمرو بن العاص، لمعاوية بن أبي سفيان، هل لك في أمر أعرضه عليك، لا يزيدهم إلا فرقة؟ قال: نعم؛ قال: نرفع المصاحف، ثم نقول لما فيها:هذا حكم بيننا وبينكم. فإن أبى بعضهم أن يقبلها، رأيت فيهم من يقول ينبغي لنا أن نقبلها، فتكون فرقة فيهم، فإن قبلوا، رفعنا القتال عنا إلى أجل.
فرفعوا المصاحف بالرماح، وقالوا: هذا كتاب الله بيننا وبينكم؛ من لثغور الشام بعد أهله؟ من لثغور العراق بعد أهله؟ فلما رآها الناس، قالوا: نجيب إلى كتاب الله.
فقال لهم علي: عباد الله، امضوا على حقكم وصدقكم، فإنهم ليسوا بأصحاب دين، ولا قرآن، أنا أعلم بهم منكم، والله ما رفعوها إلا خديعة، ووهناً ومكيدة؛ قالوا: لا يسعنا أن ندعى إلى كتاب الله فنأبى أن نقبله؛ وقال لهم علي: إنما أقاتلهم ليدينوا بحكم الكتاب، فإنهم قد عصوا الله ونسوا عهده.
قال له مسعر بن فدكي التميمي، وزيد بن حصين الطائي، في عصابة من القراء: يا علي: أجب إلى كتاب الله إذا دعيت إليه، وإلا دفعناك برمتك إلى القوم، أو نفعل بك كما فعلنا بابن عفان؛ فلم يزالوا به حتى نهى الناس عن القتال.
ووقع السباب بينهم وبين الأشتر وغيره، ممن يرى عدم التحكيم، فقال الناس: قد قبلنا أن نجعل القرآن بيننا وبينهم حكماً.
فجاء الأشعث بن قيس إلى علي، فقال: إن الناس قد رضوا بما دعوهم إليه من حكم القرآن، إن شئت أتيت معاوية، قال علي: ائته.
فأتاه فقال: لأي شيء رفعوا المصاحف؟ قال: لنرجع نحن وأنتم إلى ما أمر الله به في كتابه تبعثون رجلاً ترضون به، ونبعث رجلاً نرضى به، فنأخذ عليهما أن يعملا بما في كتاب الله لا يعدوانه، فعاد إلى علي فأخبره، قال الناس: قد رضينا.
قال أهل الشام: رضينا عمرو بن العاص، وقال الأشعث وأولئك القوم الذين صاروا خوارج: رضينا بأبي موسى الأشعري، فراودهم على غيره، وأراد ابن عباس، قالوا: والله لا نبالي، أنت كنت حكمها أم ابن عباس، ولا نرضى إلا رجلاً منك، ومن معاوية سواء وأبوا غير أبي موسى فوافقهم علي كرهاً وكتب كتاب التحكيم).
يُستفادُ من هذا النص:
(1) أن طلب معاوية وعمرو بن العاص للتحكيم لم يكن إرادةً للاحتكام إلى القرآن الكريم بل للخديعة والمكر، والأسوأ من هذا التلاعب بكتاب الله بأن يُجعلَ القرآن وسيلة للخداع والتلاعب.
(2) أنَّ أمير المؤمنين عليه السلام لم يقبل بالتحكيم إلا مُكرهاً.
(3) أنَّ أمير المؤمنين عليه السلام كان يعتقد أن معاوية وعمرو بن العاص ومن شايعهم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، فافهم.


التعريف بالشيخ عبد اللطيف وبالشيخ سحمان المذكوريْن في النص:

صحابة شاركوا في قتل عثمان بن عفّان

بسم الله الرّحمن الرّحيم صحابة شاركوا في قتل عثمان بن عفّان ذكر بعض علماء أهل السنّة في كتب تراجم الصّحابة أنّ بعض الصّحابة قد شاركوا في قتل...