الخميس، 21 يناير 2016

كشف التحريفات (٨): تحريف رواية أمر معاوية بسبِّ أمير المؤمنين (عليه السلام)

بسم الله الرحمن الرحيم
كشف التحريفات (٨): تحريف رواية أمر معاوية بسبِّ أمير المؤمنين (عليه السلام)

روى مسلم في صحيحه (ج٦، ص٢٥١، رقم الحديث ٢٤٨٣، الناشر: دار التأصيل): (حدثنا قتيبة بن سعيد، ومحمد بن عباد - وتقاربا في اللفظ - قالا: حدثنا حاتم وهو ابن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً، فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له، خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه لا نبوة بعدي» وسمعته يقول يوم خيبر: «لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» قال: فتطاولنا لها فقال: «ادعوا لي علياً» فأتي به أرمد، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه، ولما نزلت هذه الآية: (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً، فقال: «اللهم هؤلاء أهلي»).

وروى الترمذي في سننه: (حدثنا قتيبة، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً، فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ قال: أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي وخلفه في بعض مغازيه فقال له علي: «يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان؟» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي» وسمعته يقول يوم خيبر: «لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله» قال: فتطاولنا لها، فقال: «ادعوا لي علياً» فأتاه وبه رمَدٌ، فبصق في عينه فدفع الراية إليه ففتح الله عليه، وأنزلت هذه الآية (ندعُ أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم) الآية، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: «اللهم هؤلاء أهلي»)، انظر: صحيح سنن الترمذي للألباني، ج٣، ص٥٢٣، رقم الحديث ٣٧٢٤. 
ويظهرُ جلياً أنّ معاوية كان يدعو سعد بن أبي وقاص لسب أمير المؤمنين (عليه السلام)، إذ ابتدأت الرواية بقول الراوي: «أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً» ثم سأله عن سبب امتناعه، وقد روى أحمد بن حنبل هذه الرواية بنفس إسناد مسلم والترمذيّ، وهو: «قتيبة، عن حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن سعد بن أبي وقاص»، ولكن ذلك المقطع من الرواية الدال على دعوة معاوية لسب أمير المؤمنين (عليه السلام) قد حُذِفَ من روايته في المسند.
قال أحمد: (حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له وخلفه في بعض مغازيه، فقال علي: يا رسول الله، أتخلفني مع النساء والصبيان؟ قال: «يا علي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي» وسمعته يقول يوم خيبر: «لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» فتطاولنا لها، فقال: «ادعوا لي علياً» فأتي به أرمد، فبصق في عينه، ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه. ولما نزلت هذه الآية: (ندع أبناءنا وأبناءكم) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً رضوان الله عليهم، فقال: «اللهم هؤلاء أهلي»)، انظر: مسند أحمد بن حنبل، ج٣، ص١٦٠، رقم الحديث ١٦٠٨.

الرواية في صحيح مسلم (قبل التحريف)

الرواية في سنن الترمذي (قبل التحريف)

الرواية في مسند أحمد بن حنبل (بعد التحريف)

كشف التحريفات (٧١): تحريف كتاب «تاريخ الخلفاء» بحذف ما يدلّ على تحريم عمر للمتعة

بسم الله الرحمن الرحيم كشف التحريفات (٧١): تحريف كتاب «تاريخ الخلفاء» بحذف ما يدلّ على تحريم عمر للمتعة ذكر الحافظ السيوطي في كتابه (تاريخ ا...