بسم الله الرحمن الرحيم
الغلو الوهابي في عمر: النبيّ أخطأ في فهم آيةٍ من القرآن، وعمر أصاب في فهمها!
أخرج البخاري في صحيحه رواية مفادها أنه وقع اختلاف في الصلاة على عبد الله بن أُبيّ ابن سلول (رأس المنافقين)، ففهم النبي صلى الله عليه وآله أنه مُخَيَّر في الصلاة عليه، وفهم عمر بن الخطاب أن الصلاة عليه منهيٌّ عنها، فكان النبيّ مخطئاً في فهم الآية التي نزلت عليه، بينما أصاب عمر في فهمها!
قال الشيخ الوهابي محمد بن صالح العثيمين معلِّقاً على الرواية: (هذا من الأحكام التي وُفِّق فيها عمر رضي الله عنه للصواب، والنبي صلى الله عليه وسلم فَهِمَ من قوله تعالى: {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم} أنه مُخَيَّر، فقال: "إنِّي خُيِّرْتُ" ثم قال: "لو أعلمُ أنِّي إنْ زِدتُ على السبعين يُغْفَر له لَزِدتُ عليها"، ولكن الصواب كان مع عمر رضي الله عنه.
وهذا يُشبه أخذ الفداء من الأسرى، فقد اختاره النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهو اقتراح أبي بكر رضي الله عنه، ولكن كان الصواب مع عمر رضي الله عنه).
المصدر: التعليق على صحيح البخاري، ج٤، ص٧١٥-٧١٦، الناشر: مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية.
وهنا ينبغي للعاقل المنصف أن يتساءل: كيف يمكن للنبيّ أن يكون مبلّغاً للدّين وأحكامه، وهو لا يفهم ما ينزل عليه من الوحي، ثم يأتي شخصٌ غير معصوم ويصوّب للنبيّ أخطاءه في تبليغ الدين وأحكامه الشرعيّة؟ وكيف يمكن الاعتماد على تفسير النبيّ للقرآن إذا كان في معرض الإصابة والخطأ؟