بسم الله الرحمن الرحيم
صالح الفوزان: الأشاعرة على منهج كفار قريش
قال الشيخ الوهابي صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربيّة السعوديّة، في كتابه (الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد، ص١٣٧): (روى ابن جرير -أيضاً- عن ابن عباس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ساجداً يقول: يا رحمن يا رحيم. فقال المشركون: هذا يزعم أنه يدعو واحداً وهو يدعو مثنى. فأنزل الله: «قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأسْمَاءُ الحُسْنَى»، وقال تعالى في سورة الفرقان: «وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ»، فهؤلاء هم سلف الجهمية والأشاعرة في إنكار أسماء الله وصفاته، وبئس السلف لبئس الخلف: أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً).
ويقول في نفس الكتاب (ص١٣٨): (ونصوص الصفات من المُحكم لا من المتشابه، يقرؤها المسلمون ويتدارسونها، ويفهمون معناها ولا ينكرون منها شيئاً. قال وكيع: أدركنا الأعمش وسفيان يحدثون بهذه الأحاديث [يعني: أحاديث الصفات] ولا ينكرونها.." انتهى.
وإنما ينكرها المبتدعة من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، الذين ساروا على منهج مشركي قريش الذين يكفرون بالرحمن ويلحدون في أسماء الله، وقد قال تعالى: «وَلِلَّهِ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» فأثبت لنفسه الأسماء الحسنى وأمر أن يُدعى بها، وكيف يُدعى بما لا يسمى به ولا يفهم معناه على زعم هؤلاء؟!).