بسم الله الرحمن الرحيم
عمل أحمد بن حنبل بحديث الاستغاثة بالملائكة
ذكر الشيخُ محمد ناصر الدين الألباني في كتابه (سلسلة الأحاديث الضعيفة، ج2، ص111، الناشر: مكتبة المعارف - الرياض، الطبعة الثانية 1420 هـ/2000م) حديثاً رواه البزار عن ابن عبّاس فقال:
(أخرجه البزار عن ابن عباس بلفظ: إن لله تعالى ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله أعينوني.
قال الحافظ كما في شرح ابن علان (5 /151): [هذا حديث حسن الإسناد غريب جداً، أخرجه البزار، وقال:[لا نعلم يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد] وحَسَّنَهُ السَّخَاوِيُّ أيضاَ في الابتهاج).
ثُمَّ قال الألبانيّ: (ويبدو أن حديث ابن عباس الذي حسَّنَه الحافظ كان الإمام أحمد يقويه، لأنه قد عمل به، فقال ابنه عبد الله في المسائل (217): سمعت أبي يقول: «حججت خمس حجج منها ثنتين [راكباً] وثلاثة ماشياً أو ثنتين ماشياً وثلاثة راكباً، فضللت الطريقَ في حجة وكنت ماشياً، فجعلت أقول: (يا عباد الله، دلونا على الطريق) فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق» أو كما قال أبي. ورواه البيهقي في "الشُّعَب" (2 /455/ 2) وابن عساكر (3/72 /1) من طريق عبد الله بسند صحيح).
فهل سيُكفِّرُ الوهابيَّة أحمد بن حنبل لأنَّه استغاث بالملائكة؟ وهل سيكفرون الحافظ ابن حجر والسخّاوي لأنهم حسَّنوا الحديثَ واعتقدوا بأنَّه حديث معتبر يصحُّ العمل به؟!