بسم الله الرحمن الرحيم
حديث صحيح: أشقى الآخرين قاتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في سلسلته الصحيحة متحدِّثاً عن حديث "أشقى الأولين عاقر الناقة، وأشقى الآخرين الذي يطعنك يا علي": (أخرجه ابن سعد في الطبقات (٣/ ٣٥) عن موسى بن عبيدة عن أبي بكر بن عبيد الله بن أنس أو أيوب بن خالد أو كليهما: أخبرنا عبيد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: "يا علي مَنْ أشقى الأولين والآخرين؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال..". فذكره.
قلت: وهذا إسناد مرسل ضعيف، أبو بكر بن عبيد الله بن أنس مجهول، ونحوه أبوه عبيد الله بن أنس، فلم يوثقه أحد ولا عرف إلا من رواية ابنه أبي بكر.
لكن الحديث صحيح، فقد جاءت له شواهد كثيرة عن جمع من الصحابة منهم علي نفسه وعمار بن ياسر وصهيب الرومي).
المصدر: سلسلة الأحاديث الصحيحة، المجلد الثالث، ص۷۸، رقم الحديث ١٠٨٨.
وهذا الحديثُ وأمثاله يُنبئُكَ عن جلالة مقام أمير المؤمنين (عليه السلام) وعِظَمِ فضله ومكانته عند الله تعالى، فإنَّ هذا الفضل لم يرد في حقّ مَنْ قُتِلَ من الخُلفاء رغم تفضيلهم إيّاهم على أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهو ما يبيِّنُ لكَ التناقضات الجمّة التي وقع فيها المخالفون لمذهب أهل البيت (عليهم السلام).
ولقد وصف النبيُّ (صلى الله عليه وآله) مَنْ قَاتلَ عليّاً (ع) من الخوارج بأنّهم (شرُّ الخلق والخليقة) كما في رواية مسلم في صحيحه، ووصفَ قاتِلَهُ بأنّه (أشقى الآخرين)، وبعد هذا كلّه يكون عليٌّ (عليه السلام) لا خصوصيّة له من بين الصّحابة، مع أنّ كل فضائله تشير إلى تقدُّمه عليهم أجمعين؟