بسم الله الرحمن الرحيم
كلام الحافظ السيوطي في وصف جرائم يزيد بن معاوية
قال في كتابه (تاريخ الخلفاء، ص٢٤٣-٢٤٤، طبعة دار صادر):
«وبعث أهلُ العراق إلى الحسين الرُّسلَ
والكُتبَ يدعونه إليهم، فخرج من مكة إلى العراق في عَشر ذي الحِجّة ومعه طائفة من
آل بيته رجالاً ونساءً وصبياناً ، فكتب يزيد إلى واليه بالعراق عُبَيْد الله بن
زياد يأمره بقتاله، فوجَّهَ إليه جيشاً أربعة آلاف عليهم عمر بن سعد بن أبي وقّاص، فخَذَلَهُ أهلُ الكوفة كما هو شأنهم مع أبيه من قبله ، فلمّا أرهقه السّلاح عرض
عليهم الاستسلام والرّجوع أو المضيّ إلى يزيد فيضع يده في يده، فأبوا إلاّ قتله ،
فقُتل وجيء برأسه في طَسْتٍ حتّى وُضع بين يدي ابن زياد، لعن الله قاتله وابن زياد
معه ويزيدَ أيضاً. وكان قتله بكربلاء يوم عاشوراء، وفي قتله قصّة فيها طول لا
يحتمل القلبُ ذكرها ؛ فإنا لله وإنّا إليه راجعون، وقُتل معه ستّة عشر رجلاً من
أهل بيته».
وقال في (ص٢٤٥):
«ولمّا قُتل الحسين وبنو أبيه بعث ابن
زياد برؤوسهم إلى يزيد، فسُرَّ بقتلهم أوّلاً، ثم ندم لمّا مَقَتَهُ المسلمون
على ذلك، وأبغضه النّاس، وحُقَّ لهم أن يبغضوه».
وقال في (ص٢٤٦):
«وفي سنة ثلاث وستّين بلغه أن أهل
المدينة خرجوا عليه وخلعوه، فأرسل إليهم جيشاً كثيفاً وأمرهم بقتالهم، ثم المسير
إلى مكّة لقتال ابن الزُّبير، فجاؤوا وكانت وقعة الحَرَّةِ على باب طَيْبَة ، وما
أدراك ما وَقْعَةُ الحَرَّة؟ ذكرها الحسن مَرةً فقال : والله ما كادَ ينجو منهم
أحد ، قُتل فيها خلق من الصّحابة رضي الله عنهم وعن غيرهم، ونُهبت المدينة،
وافْتُضَّ فيها ألف عذراء ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون!».