بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الوهابي الغنيمان: قد يصل الأمر لمواجهة الأشاعرة بشهر السلاح
من المعلوم أن المذهب الأشعري هو القسم الأكبر من أهل السنة منذ قرون طويلة إلى زماننا الحاضر، وهم يخالفون الوهابية في مسائل اعتقادية كثيرة منها مسائل في التوحيد كالتأويل وإثبات الصفات، ولأن الوهابية تنهج النهج التكفيري والإرهابي فإن بعض علمائهم يكفّرونهم ويخرجونهم من الملّة (راجع هنا) وقد زاد بعضهم في تطرّفه حتى أفتى بجواز قتالهم وشهر السلاح عليهم إذا لزم الأمر.
قال الشيخ عبد الله الغنيمان في كتابه (شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري، ج1، ص19، الطبعة الثالثة 2007، الناشر: دار العاصمة للنشر والتوزيع - الرياض): (وقَد انتسب إلى الأشعري أكثر العالم الإسلامي اليوم من أتباع المذاهب الأربعة، وهم يعتمدون على تأويل نصوص الصفات تأويلاً يصلُ أحياناً إلى التحريف، وأحياناً يكون تأويلاً بعيداً وقد امتلأت الدنيا بكتب هذا المذهب، وادَّعى أصحابها أنهم أهل السنة، ونسبوا من آمن بالنصوص على ظاهرها إلى التشبيه والتجسيم. هذا ولا بُدَّ لعلماء الإسلام - ورثة رسول الله - من مقاومة هذه التيارات الجارفة، على حسب ما تقتضيه الحال، من مناظرات أو بالتأليف وبيان الحق بالبراهين العقلية والنقلية، وقد يصل الأمر أحياناً إلى شهر السلاح).
وبهذا يُعلَمُ أنَّ الوهابية مشروع فتنة بين المسلمين وسفكٍ للدماء وقتال بين أبناء الدين الواحد بذرائع سخيفة لا تخدمُ إلا أعداء هذه الأمة، وأن شغفهم بالقتل والتكفير لا يقتصر على الشيعة فقط بل سيمتد لينال بقية المسلمين من المذاهب الأخرى. فتجويز شهر السلاح والقتال في مثل هذه المسائل يفتحُ الباب لفتنٍ تسيل فيها دماء أجيال من المسلمين دون أن يستفيدَ طرفٌ والنتيجة هي ضعف الدين ودمار الأوطان والإنسان.