الأحد، 4 فبراير 2018

كشف التحريفات (٥٣): تحريف القاسم بن سلام كلام عمر بن الخطاب في حق أهل مكة

بسم الله الرحمن الرحيم
كشف التحريفات (٥٣): تحريف القاسم بن سلام كلام عمر بن الخطاب في حق أهل مكة

روى القاسم بن سلام في كتابه (الأموال): (حدثني سعيد بن أبي مريم، عن عبد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر، أن عمر كان لا يعطي أهل مكة عطاء، ولا يضرب عليهم بعثاً، ويقول: «هم كذا وكذا»، كلمة لا أحب ذكرها).
فحرَّفَ كلامَ عمر حول أهل مكّة؛ لأنَّهُ كان يستثقل تلك الكلمة ولا يُحبُّ أن يذكرها فعبَّرَ عنها بـ(كذا وكذا)، وقد ظهر لفظ الرواية الصريح من طريق الفاكهي، فقد روى في كتابه (أخبار مكة): (حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد قال: ثنا سعيد بن أبي مريم، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يكن يعطي أهل مكة عطاء، ولم يكن يضرب عليهم بعثاً، ويقول: هم طلقاء).
فإذا كان القاسم بن سلام يستثقل كلمة (طلقاء) في حقّ أهل مكة بمن فيهم من الصحابة، فكيف يجرؤ على ذكر الحقائق الأكثر شدّة فيما يتعلق بتاريخ الصحابة والخلفاء؟ والظاهر أنّ هذا الأمر كان منهجاً عنده، فقد كان يتصرف بالأخبار التي لا توافق مذاقه المذهبي، فقد كرر هذا الأمر في موردٍ آخر ذكرناه سابقاً.

السبت، 3 فبراير 2018

كشف التحريفات (56): تحريف الشيخ الوهابي محمد حسين يعقوب حديث الثقلين

بسم الله الرحمن الرحيم

نقل الشيخ الوهابي المصري محمد حسين يعقوب في كتابه (أصول الوصول إلى الله تعالى، ص30) حديثَ الثقلين ولكن بلفظ (كتاب الله وسنتي)، قال: [وقال صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله وسنتي»).

ثُمَّ قام بتخريج الحديث المذكور من مصادره في الهامش، فقال: [أخرجه: أحمد (3/59) والترمذي (3786) وقال: حسنٌ غريبٌ. وانظر الصحيحة 1761)].

والموجود في هذه المصادر الثلاثة حديث الثقلين بلفظ (كتاب الله وعترتي أهل بيتي)، ما يعني أنّ الشيخ محمد حسين يعقوب قد حرَّف ما نقله من هذه المصادر، والعجيب أنّه تعهد في مقدمة الكتاب (ص7) بالصدق في النقل وتوثيق النصوص، فقال: (هذه الطبعة غير سابقتها تماماً، فقد أعيد ضبطها كلمة كلمة، وتمت زيادة نصوص ومواقف وتنقيحات في بعض أصولها كما تم توثيق النصوص وعزوها إلى مصادرها الأصلية، وقمنا كذلك بتخريج الأحاديث مرة أخرى بهذه الصورة، صورة الاختصار في التخريج والاقتصار في الإحالات، وذلك لأن المهتمين بعلم المعاملة مع الله عز وجل وقراء هذا الكتاب المحبين لأمر التزكية لا يهتمون كثيراً بتطويل التخريج، فليس يهمهم كثرة الإحالات على الكتب .. يكفي طمأنينة القلب إلى صحة الحديث .. فاكتفينا لهم بذكر صحته وتأكيده لإحالةٍ واحدةٍ.. والرائدُ لا يكذب أهله).

ومع ذلك فقد تصرَّفَ بمتن حديث الثقلين الذي نقله من هذه المصادر المذكورة بشكلٍ قبيحٍ يُخلُّ بمعناه إخلالاً كبيراً، وسنشير إلى الحديث بحسب المصادر التي أشار إليها في الهامش، وهي كالتالي:-

المصدر الأول: مسند أحمد بن حنبل، ج3، ص59.
 المصدر الثاني: سنن الترمذي، رقم الحديث 3786.
 المصدر الثالث: سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني، رقم الحديث 1761.


وثائق من كتاب (أصول الوصول إلى الله تعالى) للشيخ محمد حسين يعقوب
 
 
 


حديث الثقلين في مسند أحمد بن حنبل (ج3، ص59)
 

حديث الثقلين في سنن الترمذي (رقم الحديث 3786)
 

حديث الثقلين في سسلة الأحاديث الصحيحة (رقم الحديث 1761)
 

كلام المؤرخ ابن قتيبة الدينوري حول ظلم المحدثين لأمير المؤمنين علي (عليه السلام)

بسم الله الرحمن الرحيم
كلام المؤرّخ ابن قُتيبة الدينوري حول ظلم المحدّثين لأمير المؤمنين علي (عليه السلام)

قالَ المؤرخ السني ابنُ قتيبةَ الدينوريّ (المتوفى سنة 276 هجريّة) حول سياسة المحدثين وتعاملهم مع فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: (وتحامى كثيرٌ مِنَ المحدثين أن يحدثوا بفضائله كرم الله وجهه أو أن يظهروا ما يجب له، وكل تلك الأحاديث لها مخارج صحاح، وجعلوا ابنه الحسين عليه السلام خارجياً شاقاً لعصا المسلمين حلال الدم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من خرج على أمتي وهم جميع فاقتلوه كائناً من كان»، وسووا بينه في الفضل وبين أهل الشورى؛ لأن عمر لو تبين له فضله لقدمه عليهم ولم يجعل الأمر شورى بينهم، وأهملوا مَنْ ذكره أو روى حديثاً من فضائله، حتى تحامى كثيرٌ من المحدثين أن يتحدثوا بها وعنوا بجمع فضائل عمرو بن العاص ومعاوية كأنهم لا يريدونها بذلك وإنما يريدونه، فإن قال قائل: «أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم علي وأبو سبطيه الحسن والحسين وأصحاب الكساء علي وفاطمة والحسن والحسين» تمعرت الوجوه وتنكرت العيون وطَرَّت حسائك الصدور، وإن ذكر ذاكرٌ قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من كنت مولاه فعلي مولاه» و«أنت مني بمنزلة هارون من موسى» وأشباه هذا التمسوا لتلك الأحاديث المخارج لينتقصوه ويبخسوه حقه بغضاً منهم للرافضة وإلزاماً لعلي عليه السلام بسببهم ما لا يلزمه وهذا هو الجهل بعينه).
المصدر: الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة، ص54 – 56، تحقيق: عمر بن محمود أبو عمر، الناشر: دار الراية للنشر والتوزيع – الرياض، الطبعة الأولى – 1412 هـ/ 1991م.


 
 
 

كشف التحريفات (٦٨): تحريف الوهابية كتاب إظهار الحق للشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي

بسم الله الرحمن الرحيم كشف التحريفات (٦٨): تحريف الوهابية كتاب إظهار الحق للشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي قام الشيخ رحمة الله بن خليل ...