الأربعاء، 10 يوليو 2024

كلام الحافظ ابن حبّان في ذكر أحداث مقتل الحسين عليه السّلام

بسم الله الرحمن الرحيم
كلام الحافظ ابن حبّان في ذكر أحداث مقتل الحسين عليه السّلام

قال ابن حبان (المتوفى سنة ٣٥٤ هجريّة) في كتاب (الثقات):
(ثم تولى يزيد بن معاوية بن أبي سفيان يوم الخميس من شهر رجب في اليوم الذي مات فيه أبوه، وكنية يزيد أبو خالد، وكان ليزيد بن معاوية يوم ولي أربع وثلاثون وشهر، كانت أمه ميسون بنت بحدل بن أنيف بن ولجة بن قنافة الكلبي؛ وكان نقش خاتمه "آمنت بالله مخلصاً".
ولما بايع أهل الشام يزيد بن معاوية واتصل الخبر بالحسين بن علي جمع شيعته واستشارهم، وقالوا: إن الحسن لما سلّم الأمر لمعاوية سكت وسكت معاوية، فالآن قد مضى معاوية ونحب أن نبايعك، فبايعته الشيعة؛ ووردت على الحسين كتب أهل الكوفة من الشيعة يستقدمونه إياها، فأنفذ الحسين بن علي مسلم بن عقيل إلى الكوفة لأجل البيعة على أهلها، فخرج مسلم بن عقيل من المدينة معه قيس بن مسهر الصيداوي يريدان الكوفة، ونالهما في الطريق تعب شديد وجهد جهيد، لأنهما أخذا دليلاً تنكَّب بهما الجادَّة، فكاد مسلم بن عقيل أن يموت عطشاً إلى أن سلّمه الله ودخل الكوفة، فلمّا نزلها دخل دار المختار بن أبي عبيد؛ واختلفت إليه الشيعة يبايعونه أرسالاً ووالي الكوفة يومئذٍ النعمان بن بشير، ولّاه يزيد بن معاوية الكوفة.
ثم تحوّل مسلم بن عقيل من دار المختار إلى دار هانئ بن عروة، وجعل الناس يبايعونه في دار هانئ حتى بايع ثمانية عشر ألف رجل من الشيعة. فلما اتصل الخبر بيزيد بن معاوية أن مسلماً يأخذ البيعة بالكوفة للحسين بن علي، كتب يزيد بن معاوية إلى عبيد الله بن زياد وهو إذ ذاك بالبصرة وأمره بقتل مسلم بن عقيل أو بعثه إليه؛ فدخل عبيد الله بن زياد الكوفة حتى نزل القصر واجتمع إليه أصحابه، وأخبر عبيد الله بن زياد أن مسلم بن عقيل في دار هانئ بن عروة، فدعا هانئاً وسأله فأقرَّ به، فهشَّم عبيد الله وجه هانئ بقضيب كان في يده حتى تركه وبه رمق.
ثم ركب مسلم بن عقيل في ثلاثة آلاف فارس يريد عبيد الله بن زياد، فلما قرب من قصر عبيد الله نظر فإذا معه مقدار ثلاثمائة فارس فوقف يلتفت يمنة ويسرة، فإذا أصحابه يتخلَّفون عنه حتى بقي معه عشرة أنفس، فقال: يا سبحان الله! غَرَّنا هؤلاء بكتبهم ثم أسلمونا إلى أعدائنا هكذا، فولّى راجعاً فلمّا بلغ طرف الزقاق التفت فلم ير خلفه أحداً، وعبيد الله بن زياد في القصر مُتَحَصِّن يدبِّر في أمر مسلم بن عقيل، فمضى مسلم بن عقيل على وجهه وحدَه فرأى امرأة على باب دارها، فاستسقاها ماء وسألها مبيتاً، فأجابته إلى ما سأل وباتَ عندها، وكانت للمرأة ابن، فذهب الابن وأعلَم عبيد الله بن زياد أن مسلماً في دار والدته، فأنفذ عبيد الله بن زياد إلى دار المرأة محمد بن الأشعث بن قيس في ستين رجلاً من قيس، فجاؤوا حتى أحاطوا بالدار، فجعل مسلم يحاربهم عن نفسه حتى كلّ وملّ، فآمنوه فأخذوه وأدخلوه على عبيد الله، فأُصعِد القصر وهو يقرأ ويسبِّح ويكبِّر ويقول: اللهم احكم بيننا وبين قوم غرُّونا وكذبونا ثم خذلونا حتى دُفعنا إلى ما دُفعنا إليه، ثم أمر عبيد الله بضرب رقبة مسلم بن عقيل فضرب رقبة مسلم بن عقيل بكير بن حمران الأحمري على طرف الجدار فسقطت جثّته، ثم أتبع رأسه جسده، ثم أمر عبيد الله بإخراج هانئ بن عروة إلى السوق وأمَر بضرب رقبته في السوق. ثم بَعَثَ عبيد الله بن زياد برأسي مسلم بن عقيل بن أبي طالب وهانئ بن عروة مع هانئ بن أبي حية الوادعي والزبير بن الأروح التميمي إلى يزيد بن معاوية.

فلمّا بلغ الحسين بن علي الخبر بمصاب الناس بمسلم بن عقيل خرج بنفسه يريد الكوفة، وأخرج عبيد الله بن زياد عمر بن سعد إليه فقاتله بكربلاء قتالاً شديداً حتى قُتِلَ عطشاناً، وذلك يوم عاشوراء يوم الأربعاء سنة إحدى وستين، وقد قيل: إن ذلك اليوم كان يوم السبت؛ والذي قَتَلَ الحسين بن علي هو سنان بن أنس النخعي. وقُتِلَ معه من أهل بيته في ذلك اليوم: العباس بن علي بن أبي طالب، وجعفر بن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن علي بن أبي طالب الأكبر، وعبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب، والقاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وعون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ومحمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن عقيل بن أبي طالب، ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب؛ واستُصغِرَ عليُّ بن الحسين بن علي فلم يُقْتَل،انْفَلَتَ من القتل في ذلك اليوم لصغره، وهو والد محمد بن علي الباقر، واستُصغِرَ في ذلك اليوم أيضاً عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب فلم يُقتل لصغره، وجُرِحَ في ذلك اليوم الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب جراحةً شديدة حتى حسبوه قتيلاً ثم عاش بعد ذلك، وقُتِلَ في ذلك اليوم سليمان مولى الحسن بن علي بن أبي طالب، ومنجح مولى الحسين بن علي بن أبي طالب، وقُتِلَ في ذلك اليوم الخلق من أولاد المهاجرين والأنصار، وقُبِضَ على عبد الله بن بقطر رضيع الحسين بن علي بن أبي طالب في ذلك اليوم، وقيل: حُمِلَ إلى الكوفة ثم رُمِيَ به من فوق القصر، أو قُيِّدَ فانكسرت رجله، فقام إليه رجل من أهل الكوفة وضرب عنقه.

وكانت أم الحسين بن علي بن أبي طالب فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأم العباس بن علي بن أبي طالب أم البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة، والعباس يُقال له: السَّقَّاء، لأن الحسين طلب الماء في عطشه وهو يُقاتِل، فخرج العباس وأخوه، واحتال حمل إداوة ماء ودفعها إلى الحسين، فلما أراد الحسين أن يشرب من تلك الإداوة جاء سهمٌ فدخل حَلْقَه، فحال بينه وبين ما أراد من الشرب فاحترشته السيوف حتى قُتِلَ، فسُمِّيَ العباس بن علي "السَّقَّاء" لهذا السبب، وكانت والدة جعفر بن علي بن أبي طالب وعبد الله بن علي بن أبي طالب الأكبر ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود بن معتب، وكانت أم عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب الرباب بنت القاسم بن أوس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب، وكانت أم القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب أم ولد، وكانت أم عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب جمانة بنت المسيب بن نجبة بن ربيعة، وكانت أم محمد بن عبد الله بن جعفر بن عقيل بن أبي طالب أم ولد، وكانت أم عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب رقية بنت علي بن أبي طالب، وكانت أم الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب خولة بنت منظور بن زبان الفزاري، وكانت أم عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب أم ولد، وقد قيل: إن أبا بكر بن علي بن أبي طالب قُتِلَ في ذلك اليوم، وأمه ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي. والذي تولّى في ذلك اليوم حَزَّ رأس الحسين بن علي بن أبي طالب شمر بن ذي الجوشن.

ثم أنفَذَ عبيد الله بن زياد رأس الحسين بن علي إلى الشام مع أسارى النساء والصبيان من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أقتابٍ مُكَشَّفات الوجوه والشعور، فكانوا إذا نزلوا منزلاً أخرجوا الرأس من الصندوق وجعلوه في رمح وحرسوه إلى وقت الرحيل، ثم أُعيد الرأس إلى الصندوق ورحلوا؛ فبينا هم كذلك إذ نزلوا بعض المنازل وإذا فيه دير راهب، فأخرجوا الرأس على عادتهم وجعلوه في الرمح وأسندوا الرمح إلى الدير، فرأى الديراني بالليل نوراً ساطعاً من ديره إلى السماء، فأشرف على القوم وقال لهم: من أنتم؟ قالوا: نحن أهل الشام، قال: وهذا رأس من هو؟ قالوا: رأس الحسين بن علي، قال: بئس القوم أنتم! والله لو كان لعيسى ولد لأدخلناه أحداقنا! ثم قال: يا قوم! عندي عشرة آلاف دينار ورثتها من أبي وأبي من أبيه، فهل لكم أن تعطوني هذا الرأس ليكون عندي الليلة وأعطيكم هذه العشرة آلاف دينار؟ قالوا: بلى، فأحضر إليهم الدنانير، فجاؤوا بالنقاد، ووُزِنَت الدنانير ونُقِدت، ثم جُعِلَت في جرابٍ وخُتِمَ عليه، ثم أدخل الصندوق، وشالوا إليه الرأس فغسله الديراني ووضعه على فخذه وجعل يبكي الليل كلّه عليه.
فلما أن أسفَرَ عليه الصبح قال: يا رأس! لا أملك إلا نفسي، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنََ جدَّك رسول الله، فأسلم النصراني وصار مولى للحسين، ثم أحضر الرأس إليهم فأعادوه إلى الصندوق ورحلوا، فلمّا قربوا من دمشق قالوا: نحب أن نقسم تلك الدنانير، لأن يزيد إن رآها أخذها منا، ففتحوا الصندوق وأخرجوا الجراب بختمه وفتحوه، فإذا الدنانير كلّها قد تحوَّلت خزفاً، وإذا على جانب من الجانبين مكتوب (ولا تحسبنَّ اللهَ غافلاً عَمَّا يعمل الظالمون) وعلى الجانب الآخر (سيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون). قالوا: قد افتضحنا والله! ثم رموها في بردى نهر لهم، فمنهم من تاب من ذلك الفعل لما رأى، ومنهم من بقي على إصراره، وكان رئيس من بقي على ذلك الإصرار سنان بن أنس النخعي.

ثم أُركِبَ الأسارى من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء والصبيان أقتاباً يابسة مُكَشَّفات الشعور، وأدخِلُوا دمشق كذلك، فلمّا وُضِعَ الرأس بين يدي يزيد بن معاوية جعل ينقر ثنيَّتَه بقضيبٍ كان في يده ويقول: ما أحسن ثناياه! قد ذكرتُ كيفية هذه القصة وباليتها في أيام بني أمية وبني العباس في كتاب الخلفاء، فأُغني عن إعادة مثلها في هذا الكتاب لاقتصارنا على ذكر الخلفاء الراشدين منهم في أول هذا الكتاب.
وقد بَعَثَ يزيد بن معاوية مسلمَ بن عقبة المزني إلى المدينة لستِّ ليالٍ بقين من ذي الحجة سنة [ثلاثٍ وستّين]، فَقَتَلَ مسلمُ بن عقبة بالمدينة خلقاً من أولاد المهاجرين والأنصار، واستباح المدينة ثلاثة أيام نهباً وقتلاً، فَسُمِّيَت هذه الوقعة وقعة الحرّة).
المصدر: كتاب الثقات، ج٢ ص٣٠٦-٣١٤، الناشر: دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد الدكن - الهند.

الاثنين، 8 يوليو 2024

الدكتور سعود الصّاعديّ: طرق حديث الغدير كثيرة منها خمسة وأربعون حديثاً ثابتاً

بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور سعود الصّاعديّ: طرق حديث الغدير كثيرة منها خمسة وأربعون حديثاً ثابتاً

قال عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة الدكتور سعود بن عيد الصَّاعدي في كتابه (الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة): (ووضح من الدراسة السابقة أن قوله صلى الله عليه وسلم: (من كنت مولاه فعلي مولاه)، أو ما ورد نحوه قد جاء في أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها خمسة وأربعون حديثاً ثابتاً تقدمت دراستها في البحث. وقد جزم بتواتره عن النبي صلى الله عليه وسلم جماعة كثيرة من أهل العلم).
المصدر: الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة، ج٦، ص٣٦٠، الناشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

الأحد، 7 يوليو 2024

كلام محمّد بن إسماعيل الأمير الصّنعانيّ حول تواتر حديث الغدير

بسم الله الرحمن الرحيم
كلام محمّد بن إسماعيل الأمير الصّنعانيّ حول تواتر حديث الغدير

قال محمد بن إسماعيل الصنعاني في مبحث التواتر في كتابه (إسبال المطر):
(وقال الحاكم أبو سعيد: حديث المُوالاة، وحديث غديرِ خمٍّ رواه جماعة من الصحابة، وتواتر النقلُ به حتى دخل في حدِّ التواتر.
وذكر محمد بن جرير حديثَ غدير خم وطُرُقَهُ من خمسةٍ وسبعين طريقاً، وأفرد له كتاباً سماه "كتاب الولاية".
وصنَّف الذهبي جزءاً في طرقه، وحكم بتواتره.
وذكر أبو العباس ابن عقدة حديث غدير خمٍّ من مئة وخمسين طريقاً، وأفرد له كتاباً).
المصدر: إسبال المصدر على قصب السكر نظم نخبة الفكر في علم الأثر، ص١٨١، الناشر: دار ابن كثير - دمشق.

الأربعاء، 3 يوليو 2024

الشيخ المحدّث محمد بن جعفر بن إدريس الكتّاني: حديث الغدير متواتر

بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ المحدّث الكتّاني: حديث الغدير متواتر

أورد الشيخ المُحدّث محمّد بن جعفر بن إدريس الحسني الإدريسيّ الكتّاني حديث الغدير في كتابه (نظم المتناثر من الحديث المتواتر) وقال:
(حديث "من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه" أورده أيضاً من حديث:
(١) زيد بن أرقم
(٢) وعلي
(٣) وأبي أيوب الأنصاري
(٤) وعمر
(٥) وذي مر
(٦) وأبي هريرة
(٧) وطلحة
(٨) وعمارة
(٩) وابن عباس
(١٠) وبريدة
(١١) وابن عمر
(١٢) ومالك بن الحويرث
(١٣) وحبشي بن جنادة
(١٤) وجرير
(١٥) وسعد بن أبي وقاص
(١٦) وأبي سعيد الخدري
(١٧) وأنس
(١٨) وجندع الأنصاري، ثمانية عشر نفساً وعن عدَّةٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله، وعن اثني عشر رجلاً منهم:
(١٩) قيس بن ثابت
(٢٠) وحبيب بن بديل بن ورقاء، وعن بضعة عشر رجلاً منهم:
(٢١) يزيد أو زيد بن شراحيل الأنصاري.
قلتُ: ورد أيضاً من حديث:
(٢٢) البراء بن عازب
(٢٣) وأبي الطفيل
(٢٤) وحذيفة بن أسيد الغفاري
(٢٥) وجابر، وفي رواية لأحمد أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثون صحابياً وشهدوا به لعليٍّ لمّا نُوزِعَ أيام خلافته، وممن صرّح بتواتره أيضاً المناوي في التيسير نقلاً عن السيوطي وشارح المواهب اللدنية ..).
المصدر: نظم المتناثر من الحديث المتواتر، ص١٢٤.

كلام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حول صحّة حديث الغدير

بسم الله الرحمن الرحيم
كلام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حول صحّة حديث الغدير

أورد الشيخ السلفي محمد ناصر الدين الألباني في كتابه (سلسلة الأحاديث الصحيحة) حديث الغدير بلفظ: "من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه"، وذكر أنّ شطره الأول "من كنت مولاه فعلي مولاه" متواتر، وأن الشطر الثاني "اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه" صحيح.
قال بعد تخريج الحديث في صفحات عديدة من عدّة طرق وإثبات صحة بعض أسانيده:
(وللحديث طرق أخرى كثيرة جمع طائفة كبيرة منها الهيثمي في "المجمع" (٩/ ١٠٣ - ١٠٨)، وقد ذكرتُ وخرَّجتُ ما تيسَّر لي منها مما يقطع الواقف عليها بعد تحقيق الكلام على أسانيدها بصحة الحديث يقيناً، وإلا فهي كثيرة جداً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، قال الحافظ ابن حجر: منها صحاح ومنها حسان. وجملة القول أنّ حديث الترجمة حديث صحيح بشطريه، بل الأوّل منه متواتر عنه صلى الله عليه وآله وسلم كما يظهر لمن تتبَّع أسانيده وطرقه، وما ذكرتُ منها كفاية).
المصدر: سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج٤، ص٣٣٠-٣٤٣، رقم الحديث ١٧٥٠.

الاثنين، 1 يوليو 2024

كلام الحافظ ابن حجر العسقلاني حول كثرة طرق حديث الغدير وصحّته

بسم الله الرحمن الرحيم
كلام الحافظ ابن حجر العسقلاني في صحّة حديث الغدير

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: (وأمّا حديث «من كنت مولاه فعلىٌّ مولاه» فقد أخرجه الترمذيّ والنّسائيّ، وهو كثير الطّرق جداً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتابٍ مفرَدٍ، وكثيرٌ من أسانيدها صحاحٌ وحِسَانٌ).
المصدر: فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ج8، ص425.

الحافظ الذهبي: حديث (من كنت مولاه فعليّ مولاه) متواتر

بسم الله الرحمن الرحيم
الحافظ الذهبي: حديث (من كنت مولاه فعليّ مولاه) متواتر

روى الذهبي في (سير أعلام النبلاء): (أخبرنا محمد بن يعقوب الأسَدي، وابن عمه أيوب بن أبي بكْر، وإسماعيل بن عُميرة، وأحمد بنُ مُؤمن، وعبد الكريم بنُ محمد بن محمد، وبِيْبَرس المَجْدي، ومحمد بن علي بن الواسطي، قالوا: أخبرنا إبراهيم بن عثمان، وأخبرنا أبو المعالي الأَبَرْقُوهي، أخبرنا محمد بن أبي القاسم المفسِّر، ومحمد بن إبراهيم بن مَعالي، وصَفيَّة بنت عبد الجبار، وسعيد بن ياسين، وعمر بن بَركَة، وأنجب بن أبي السعادات (ح) وأخبرنا سُنْقُر بن عبد الله الحلبي، أخبرنا عبد اللطِيف بن يوسف، وأنجب الحمَّامي، وعلي بن أبي الفخّار، وعبد اللطيف بن محمد ، ومحمد بن محمد بن السَبَّاك، قالوا جميعاً: أخبرنا أبو الفَتْح محمد بنُ عبد الباقي، وزاد إبراهيم بن عثمان فقال: وأخبرنا علي بن عبد الرحمن الطوسي، قالا: أخبرنا مالك بن أحمد الفراء، أخبرنا أحمد بنُ محمد بن موسى الصَّلْتي، حدثنا إبراهيم بن عبد الصَّمد إملاءً، حدثنا أبو سعيد الأشجّ، حدثنا المطَّلب بن زياد، عن عبد الله بن محمد بن عَقيل قال: كنت عند جابر في بيته، وعلي بن الحُسين، ومحمد ابن الحنفية، وأبو جعفر، فدخل رجل من أهل العراق، فقال: أنشُدك بالله إلا حدَّثتني ما رأيت وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كنا بالجُحفة بغدير خُمٍّ، وثَمَّ ناسٌ كثيرٌ من جُهَينَة ومُزَيْنَة وغِفَار، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من خِبَاءٍ أو فُسْطاط، فأشار بيده ثلاثاً، فأخذَ بيد عليٍّ رضي الله عنه فقال: "من كنتُ مَوْلَاه فعليٌّ مولاه").
قال الذهبي: (هذا حديث حسن عال جداً، ومتنه فمتواتر).
المصدر: سير أعلام النبلاء ج٨ ص٣٣٤-٣٣٥.

فهرس مواضيع المدوَّنة

بسم الله الرحمن الرحيم فهرس مواضيع المدوَّنة (تعريفٌ موجَزٌ) تهتمُّ هذه المدوَّنةُ بنشرِ الحقائق العلميّة الموثَّقة في القضايا ا...