السبت، 19 أغسطس 2017

افتخار إمام الوهابية سعود بن عبد العزيز بذبح أهل كربلاء ونهب مالهم

بسم الله الرحمن الرحيم
افتخار إمام الوهابية سعود بن عبد العزيز بذبح أهل كربلاء ونهب أموالهم

في رِسالةٍ لإمام الوهّابية سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود، كتبَ مُجيباً لمن كَاتبهُ: (وقولك: إنا أخذنا كربلاء، وذبحنا أهلها، وأخذنا أموالها، فالحمد لله رب العالمين، ولا نتعذَّر من ذلك، ونقول: وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا).
المصدر: الدرر السنيّة في الأجوبة النجديّة، ج9، ص284.

وفيِ نفس الكِتَاب وردَ التّعريفُ بهذا الرجل، فجاء في تعريفه: (الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد رحمهم الله هو الملك الشجاع، الهمام الباسل العادل، المؤيد الموفق المسدد، فخر الشجرة الزكية، فاتح الأقطار، مرجف الجنود والأمصار، مبيد الطغاة والبغاة والكفار، مؤمن الحرمين الشريفين. جامع كلمة المؤمنين، ناشر لواء العدل والإحسان، إمام الهدى بحر الندى، نافي الردى: أبو عبد الله، إمام المسلمين سعود بن الإمام عبد العزيز بن الإمام محمد بن سعود، شب سعيداً، وعاش حميداً، وولي الخلافة رشيداً).
المصدر: الدرر السنية في الأجوبة النجديّة، ج16، ص366.

 
 
 

التعريف بإمام الوهابية سعود بن عبد العزيز
 

الخميس، 10 أغسطس 2017

ابن رجب الحنبلي: الصحابة كانوا يمارسون التقية من الأمراء الظالمين خوفاً من القتل

بسم الله الرحمن الرحيم
ابن رجب الحنبلي: الصحابة كانوا يمارسون التقية من الأمراء الظالمين خوفاً من القتل

قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه (فتح الباري في شرح البخاري، ج5، ص332-334، تحقيق: طارق بن عوض الله، الناشر: دار ابن الجوزي – الرياض، الطبعة: الأولى، 1430 هـ): (فقد تبين بهذا السياق أن الصحابة والتابعين كانوا كلهم خائفين من ولاة السوء الظالمين، وأنهم غير قادرين على الإنكار عليهم، وأنه غير نافع بالكلية؛ فإنهم يقتلون من أنكر، ولا يرجعون عن تأخير الصلاة على عوائدهم الفاسدة. وقد تكلم بعض علماء أهل الشام في زمن الوليد بن عبد الملك في ذلك، وقال: أبعث نبيٌ بعد محمدٍ يعلمكم هذا – أو نحو ذلك -؟ فأخذ فأدخل الخضراء، فكان آخر العهد به.
ولهذا لم يستطع أنس أن يجيب يزيد الضبي بشيءٍ حين تكلم يزيد، وإنما قال للحكم لما سأله: قد بقي من الشمس بقيةٌ – يريد: قد بقي من ميقات العصر بقيةٌ -، وهو كما قال لكن وقت الجمعة كان قد فات، ولم يستطع أن يتكلم بذلك، فلما دخل الحكم داره، وأدخل معه أنساً ويزيد الضبي، فسئل أنس في ذلك الوقت عن وقت صلاة النبي – صلى الله عليه وسلم -، فأخبر أنه كان يعجل في البرد، ويبرد في الحر، ومراده -والله أعلم-: صلاة الظهر، وهذا هو الذي أمكن أنساً أن يقوله في ذلك الوقت، ولم يمكنه الزيادة على ذلك.
وأكثر العلماء على أن الجمعة لا يبرد بها بعد الزوال، بل تعجل في أول الوقت، وللشافعية في ذلك وجهان. وقد كان الصحابة والتابعون مع أولئك الظلمة في جهدٍ جهيدٍ، لا سيما في تأخير الصلاة عن ميقاتها، وكانوا يصلون الجمعة في آخر وقت العصر، فكان أكثر من يجيء إلى الجمعة يصلي الظهر والعصر في بيته، ثم يجيء إلى المسجد تقية لهم، ومنهم من كان إذا ضاق وقت الصلاة وهو في المسجد أومأ بالصلاة خشية القتل. وكانوا يُحَلِّفُونَ من دخل المسجد أنه ما صلى في بيته قبل أن يجيء).

 
 
 
 

ابن قيم الجوزية يجوّز الاستغاثة بالملائكة لإيجاد الدابة عند ضياعها

بسم الله الرحمن الرحيم
ابن قيّم الجوزية يجوّز الاستغاثة بالملائكة لإيجاد الدابة عند ضياعها

ذكر ابن قيّم الجوزية في كتابه (الوابل الصيّب ورافع الكلم الطيّب، ص335، تحقيق: عبد الرحمن بن حسن بن قائد، الناشر: دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع – الرياض) في الفصل الرابع الذي جعل عنوانه: (في الأذكار الموظّفة التي لا ينبغي للعبد أن يُخِلَّ بها؛ لشدَّةِ الحاجةِ إليها وعظم الانتفاع في الآجل والعاجل بها) ذِكراً يُتلى عند ضياع الدابة التي تنفلت في الصحراء وما شابه ذلك، فنقل عن ابن مسعود روايةً تفيد جواز إطلاق نداء الاستغاثة بالملائكة الحاضرة ليحبسوا الدابة، وهي: (عن ابن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال «إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا، فإن لله عز وجل حاضراً سيحبسه»).
وقد ذكرَ المُحقّقُ في الهامش رواية أخرى وصفها بأنّها (أصح ما ورد في هذا الباب) عن ابن عبّاس رضي الله عنه، ويظهر منها أنّ الحاضر الذي يُعين عند الشدّة هم من الملائكة.
وهذا يدلُّ على جواز الاستغاثة بالأنبياء (عليهم السلام)، فإن قيلَ: الاستغاثة هنا بالحَيّ، وطلب العون من الحي جائزٌ.
قُلنا: هذه استغاثة بالأحياء في عالم الغيب، فإن جاز ذلك فيصحّ أن يُستغاث بالملائكة لقضاء الحوائج، ويصح أن يُستغاث بالأنبياء؛ لأنه قد وردت الرواية الصحيحة بأنهم أحياء، ولفظها: (الأنبياء أحياء في قبورهم يُصَلُّونَ) وقد صحَّحَها الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير، والمحقق حسين سليم أسد في تحقيقه لمسند أبي يعلى الموصلي.

ومن الجدير بالذكر: أنّ أحمدَ بن حنبلٍ كان يعملُ بهذه الرواية، وذكرنا ذلك في موضوع منفرد (هنا).

 
 
 

الشيخ الوهابي عبد الله أبا بطين: العرب أفضل من الترك، والتركي ليس كفؤاً للزواج بالعربية

بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الوهابي عبد الله أبا بطين: العرب أفضل من الترك، والتركي ليس كفؤاً للزواج بالعربية

سُئلَ أحد أئمة الوهابية الكبار وفقهائهم المشهورين الشيخ عبد الله أبا بطين حول بطلان إمامة محمد بن عبد الوهاب؛ لأنَّه ليس من قُريش، وفي سياق نقضه للإشكال حاول إلزام الطرف الآخر بأن الخلافة العثمانية أيضاً باطلة؛ لأن النصّ ورد في أنّ الأئمة من قريش، وحتى لو غُضَّ الطرفُ عن هذا النص، ورُجع إلى الاختيار والانتقاء بين العثمانيين وغيرهم، فالعرب مقدمون على العثمانيين؛ لأن العرب أفضل من الترك!

ومع ذلك زاد في الطين بلّةً، فقال بجواز فسخ عقد التركي على المرأة العربيّة، وأنّ المُسلم التركيّ ليس كفؤاً للمرأة العربية، وهذا من أعجب الأقوال التي تنافي روح القرآن ومبادئ الدين الإسلاميّ التي لا تجعل فضلاً لعربي على أعجميّ إلا بالتقوى، فكيف يكون العربي أفضل من التركي، وكيف لا يكون التركي كفؤاً للمرأة العربية؟!

وبهذا النّص وغيره من النصوص العُنصريَّةِ العِرقيَّةِ يتضح معيار الثقافة الأمويّة الشعوبيّة التي تغلغلت في الفِكر الوهابي.

وإلَيْكَ نَصُّ الفتوى المُشار إليها، ومصدرها كتاب: (الدرر السَّنية في الأجوبة النجديَّة، ج9، ص8-9):
(وسئل الشيخ عبد الله أبا بطين: إذا قال بعض الجهال: إن من شروط الإمام أن يكون قرشياً ولم يقل عارضياً، يشير إلى أنه قد ادعاها من ليس من أهلها، يعني محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، ومن قام معه وبعده بما دعا إليه وأيضاً: إن البغاة تحل دماؤهم دون أموالهم، وقد استحل الأموال والدماء من العلماء وغيرهم … إلى آخره؟
فأجاب: إذا قال بعض الجهال ذلك، فقل له: ولم يقل تركيّاً، فإذا زال هذا الأمر عن قريش، فلو رجع إلى الاختيار لكان العرب أولى به من الترك، لأنهم أفضل من الترك، ولهذا ليس التركي كفواً للعربية، ولو تزوج تركيٌّ عربيةً كان لمن لم يرضَ من الأولياء فسخ هذا النكاح).

 
 
 
 

التعريف بالشيخ عبد الله أبا بطين ومكانته عند الوهابية
(الدرر السنية في الأجوبة النجدية، ج16، ص427)

 

الثلاثاء، 18 أبريل 2017

عمل أحمد بن حنبل بحديث الاستغاثة بالملائكة

بسم الله الرحمن الرحيم
عمل أحمد بن حنبل بحديث الاستغاثة بالملائكة

ذكر الشيخُ محمد ناصر الدين الألباني في كتابه (سلسلة الأحاديث الضعيفة، ج2، ص111، الناشر: مكتبة المعارف - الرياض، الطبعة الثانية 1420 هـ/2000م) حديثاً رواه البزار عن ابن عبّاس فقال:
(أخرجه البزار عن ابن عباس بلفظ: إن لله تعالى ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله أعينوني.
قال الحافظ كما في شرح ابن علان (5 /151): [هذا حديث حسن الإسناد غريب جداً، أخرجه البزار، وقال:[لا نعلم يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد] وحَسَّنَهُ السَّخَاوِيُّ أيضاَ في الابتهاج).
ثُمَّ قال الألبانيّ: (ويبدو أن حديث ابن عباس الذي حسَّنَه الحافظ كان الإمام أحمد يقويه، لأنه قد عمل به، فقال ابنه عبد الله في المسائل (217): سمعت أبي يقول: «حججت خمس حجج منها ثنتين [راكباً] وثلاثة ماشياً أو ثنتين ماشياً وثلاثة راكباً، فضللت الطريقَ في حجة وكنت ماشياً، فجعلت أقول: (يا عباد الله، دلونا على الطريق) فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق» أو كما قال أبي. ورواه البيهقي في "الشُّعَب" (2 /455/ 2) وابن عساكر (3/72 /1) من طريق عبد الله بسند صحيح).

فهل سيُكفِّرُ الوهابيَّة أحمد بن حنبل لأنَّه استغاث بالملائكة؟ وهل سيكفرون الحافظ ابن حجر والسخّاوي لأنهم حسَّنوا الحديثَ واعتقدوا بأنَّه حديث معتبر يصحُّ العمل به؟!





أحمد بن حنبل يتبرك بآثار النبي (ص) والذهبي يؤيده ويصف المنكرين بالخوارج المبتدعة

بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد بن حنبل يتبرك بآثار النبي (ص) والذهبي يؤيده ويصف المنكرين بالخوارج المبتدعة

قال الحافظ الذهبي في كتابه (سير أعلام النبلاء، ج11، ص212، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة الحادية عشر 1422 هـ/2001م) في ترجمة أحمد بن حنبل: (ومن آدابه: قال عبد الله بن أحمد: رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبي -صلى الله عليه وسلم- فيضعها على فيه يقبلها، وأحسب أني رأيته يضعها على عينه، ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي به، ورأيته أخذ قصعة النبي -صلى الله عليه وسلم- فغسلها في حب الماء، ثم شرب فيها، ورأيته يشرب من ماء زمزم يستشفي به، ويمسح به يديه ووجهه.
قلتُ - الحافظ الذهبي -: أين المتنطع المنكر على أحمد، وقد ثبت أن عبد الله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويمسُّ الحجرة النبوية، فقال: لا أرى بذلك بأساً. أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البِدَع).

 
 
 

الخميس، 30 مارس 2017

قول الحافظ القسطلاني باستحباب التوسل والاستغاثة بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وذكره استغاثته به في الشدائد

بسم الله الرحمن الرحيم
قول الحافظ القسطلاني باستحباب التوسل والاستغاثة بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وذكره استغاثته به في الشدائد

ذكر الحافظ الفقيه الشافعي أحمد بن محمد القسطلاني - أحد شارحي صحيح البخاري - في كتابه (المواهب اللدنية بالمنح المحمدية) عبارات عديدة في شأن التوسل والاستغاثة بالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله، منها:

1. قوله باستحباب التوسل والتشفع والاستغاثة بالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله.
قال في كتابه (ج4، ص593): (وينبغي للزائر أن يكثر من الدعاء والتضرع والاستغاثة والتشفع والتوسل به - صلى الله عليه وسلم-، فجدير بمن استشفع به أن يشفعه الله تعالى فيه.
واعلم أن الاستغاثة هي طلب الغوث، فالمستغيث يطلب من المستغاث به أن يحصل له الغوث منه، فلا فرق بين أن يعبر بلفظ الاستغاثة أو التوسل أو التشفع أو التجوّه أو التوجه؛ لأنهما من الجاه والوجاهة ومعناه علو القدر والمنزلة.
وقد يتوسل بصاحب الجاه إلى من هو أعلى منه، ثم إن كلاً من الاستغاثة والتوسل والتشفع والتوجه بالنبي - صلى الله عليه وسلم- كما ذكره فى «تحقيق النصرة» و «مصباح الظلام» واقع في كل حال، قبل خلقه وبعد خلقه، فى مدة حياته فى الدنيا وبعد موته فى مدة البرزخ، وبعد البعث في عرصات القيامة).
وقال أيضاً في كتابه (ج4، ص594- 595): (وأما التوسل به - صلى الله عليه وسلم- بعد موته في البرزخ فهو أكثر من أن يحصى أو يدرك باستقصاء، وفي كتاب «مصباح الظلام فى المستغيثين بخير الأنام» للشيخ أبي عبد الله بن النعمان طرف من ذلك).

2. ذكره لقصّتين نقلهما في عمله بالتوسل والاستغاثة بالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله.
قال في كتابه (ج4، ص 595-596): (ولقد كان حصل لي داء أعيا دواؤه الأطباء، وأقمت به سنين، فاستغثت به - صلى الله عليه وسلم- ليلة الثامن والعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة بمكة زادها الله شرفاً، ومنّ عليَّ بالعود فى عافية بلا محنةٍ، فبينا أنا نائم إذ جاء رجل معه قرطاس يكتب فيه: هذا دواء لداء أحمد بن القسطلاني من الحضرة الشريفة بعد الإذن الشريف النبويّ، ثم استيقظت فلم أجد بي -واللهِ- شيئاً مما كنت أجده، وحصل الشفاء ببركة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-.
ووقع لي أيضاً فى سنة خمس وثمانين وثمانمائة فى طريق مكة، بعد رجوعي من الزيارة الشريفة لقصد مصر، أن صُرِعَتْ خادمتنا غزال الحبشية، واستمر بها أياماً، فاستشفعت به - صلى الله عليه وسلم- في ذلك، فأتانى آتٍ في منامي، ومعه الجنيُّ الصارع لها فقال: لقد أرسله لك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فعاتبته وحلفته أن لا يعود إليها، ثم استيقظت وليس بها قلبة كأنما نشطت من عقال، ولا زالت فى عافية من ذلك حتى فارقتها بمكة سنة أربع وتسعين وثمانمائة، والحمد لله رب العالمين... فعليك أيها الطالب إدراك السعادة الموصل لحسن الحال فى حضرة الغيب والشهادة، بالتعلق بأذيال عطفه وكرمه، والتطفل على موائد نعمه، والتوسل بجاهه الشريف والتشفع بقدره المنيف، فهو الوسيلة إلى نيل المعالي واقتناص المرام، والمفزع يوم الجزع والهلع لكافة الرسل الكرام، واجعله أمامك فيما نزل بك من النوازل، وإمامك فيما تحاول من القرب والمنازل، فإنك تظفر من المراد بأقصاه، وتدرك رضى من أحاط بكل شئ علماً وأحصاه).
طبعة الكتاب: (تحقيق: صالح أحمد الشامي، الناشر: المكتب الإسلاميّ، الطبعة الثانية 1425 هـ/2004م).
 
 
 
 
 

الأربعاء، 29 مارس 2017

تجويز الفقيه الشافعي ابن حجر الهيتمي التوسل والاستغاثة برسول الله (ص)، ورده على شبهات ابن تيمية

بسم الله الرحمن الرحيم
تجويز الفقيه الشافعي ابن حجر الهيتمي التوسل والاستغاثة برسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ورده على شبهات ابن تيمية

للفقيه الشافعيّ ابن حجر الهيتمي في كتابه (الجوهر المنظّم في زيارة القبر المكرّم) كلمات متعددة في إثبات التوسل والاستغاثة بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وردِّ شبهات ابن تيمية وإبطالها، ومما قاله:

1. قوله بحُسن التوسل والاستغاثة واتهامه ابن تيمية بالخرافة.
قال في هذا الكتاب [ص 171]: (من خرافات ابن تيمية التي لم يقلها عالمٌ قبله، وصار بها بين أهل الإسلام مُثلةً، أنَّه أنكر الاستغاثة والتوسل به صلى الله عليه وسلم، وليس كما افترى بل التوسل به صلى الله عليه وسلم حَسَنٌ في كل حال، قبل خَلْقهِ وبعده، في الدنيا والآخرة).
2. ردِّه على شبهة أن التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وآله شرك.
وقال في نفس الكتاب [ص172]: (ثُمَّ السؤال به صلى الله عليه وسلم ليس سؤالاً له حتَّى يوجبَ إشراكاً، وإنما هو سؤال الله تعالى بمن له عنده قدرٌ عَلِيٌّ ومرتبةٌ رفيعةٌ وجاهٌ عظيم، فمن كرامته على ربه أنَّه لا يخيب السائل والمتوسل إليه بجاهه، ويكفي في هوان مُنكِر ذلك حرمانُه إيَّاه).
وقال في [ص174]: (والاستغاثة طلبُ الغوث، والمستغيث يطلبُ من المستغاث به أن يحصل له الغوث من غيره وإن كان أعلى منه، فالتوجه والاستغاثة به صلى الله عليه وسلم وبغيره ليس لها معنى في قلوب المسلمين غير ذلك، ولا يقصد بها أحد منهم سواه، فمن لم ينشرح صدره لذلك فليبكِ على نفسه، نسأل الله العافية.
والمُستَغاثُ به في الحقيقة هو الله تعالى، والنبي صلى الله عليه وسلم واسطةٌ بينه وبين المستغيث، فهو تعالى مُستَغَاثٌ، والغوثُ منه خلقاً وإيجاداً، والنبي صلى الله عليه وسلم مُستَغَاثٌ، والغوث منه تسبباً وكسباً، ومستغاث به والباء للاستعانة).
3. قوله إنَّ السَّلفَ كانوا يستعملون التوسل في حاجاتهم.
قال في نفس الكتاب [ص173]: (وإنما علمه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، ولم يَدعُ له؛ لأنه أراد أن يحصل منه التوجه بذُلِّ الافتقار والانكسار والاضطرار مستغيثاً به صلى الله عليه وسلم ليحصل له كمال مقصوده، وهذا المعنى حاصل في حياته صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته.
ومن ثمَّ استعمل السلف هذا الدعاء في حاجاتهم بعد موته صلى الله عليه وسلم، فقد علمه عثمان بن حنيف الصحابي رضي الله عنه راويه لمن كان له حاجة عند عثمان بن عفان زمن إمارته رضي الله عنه، وعسر عليه قضاؤها منه، ففعله فقضاها..إلخ).
4. قوله بجواز إطلاق لفظ الاستغاثة.
قال في نفس الكتاب [ص175]: (وبالجملة إطلاق لفظ الاستغاثة لمن يحصل منه غوثٌ ولو تسبباً وكسباً أمر معلوم لا شك فيه لغة ولا شرعاً، فلا فرق بينه وبين السؤال، وحينئذٍ تعين تأويل الحديث الشريف المذكور لا سيما مع ما نُقل أن في حديث البخاري في الشفاعة يوم القيامة [فبينما هم كذلك  .. استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم]...إلخ).
5. قوله بالتوسل والاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وآله في حياته وبعد موته ويوم القيامة، وأنَّ هذا ثابت بالإجماع والأخبار المتواترة.
قال في [ص175]: (فَعُلِمَ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم يُطلبُ منه الدعاء بحصول الحاجات، كما كان في حياته لعلمه بسؤال من يسأله كما ورد، مع قدرته على التسبب في حصول ما سُئلَ فيه بسؤاله وشفاعته إلى ربه، وأنه صلى الله عليه وسلم يُتَوَسَّلُ به في كل حال، قبل بروزه لهذا العالم وبعده، في حياته وبعد وفاته وكذا في عَرَصات يوم القيامة فيشفع إلى ربه تعالى، وهذا مما قام عليه الإجماع وتواترت به الأخبار).

 
 
 
 
 
 
 

ترجمة الفقيه الشافعي ابن حجر الهيتمي في كتاب (شذرات الذهب في أخبار من ذهب) لابن العماد الحنبلي
 
 
 

الاثنين، 27 مارس 2017

القاضي عياض: جرت عادة السلف والخلف على التبرك بآثار النبي (ص) للاستشفاء وغيره

بسم الله الرحمن الرحيم
القاضي عياض: جرت عادة السلف والخلف على التبرك بآثار النبي (ص) للاستشفاء وغيره

قال القاضي عياض في شرحه لصحيح مسلم (إكمال المعلم بفوائد مسلم، ج6، ص582) في شرح قول أسماء بنت أبي بكر والذي أشرنا إليه سابقاً في هذا الموضوع (هنا): (وقولها: "فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها" لما فى ذلك من بركة ما لبسه النبى صلى الله عليه وسلم أو لمسه، وقد جرت عادة السلف والخلف بالتبرك بذلك منه - عليه السلام - ووجود ذلك وبلوغ الأمل من شفاء وغيره).
وهذا يُفنِّدُ أكاذيب الوهابية ويكشف أنَّ سيرة علماء أهل السنة والجماعة قائمة على التبرك بآثار النبي (صلى الله عليه وآله) كما نصَّ على ذلك القاضي عياض وغيره، بل وأجاز بعضهم التبرك بمطلق آثار الصالحين كما سيأتي بيانه لاحقاً.

 
 

كشف التحريفات (٦٨): تحريف الوهابية كتاب إظهار الحق للشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي

بسم الله الرحمن الرحيم كشف التحريفات (٦٨): تحريف الوهابية كتاب إظهار الحق للشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي قام الشيخ رحمة الله بن خليل ...