الاثنين، 18 أبريل 2016

كشف التحريفات (٣٥): تحريف أبي داود رواية تظهر عدم مبالاة معاوية بوفاة الإمام الحسن (ع)

بسم الله الرحمن الرحيم
كشف التحريفات (٣٥): تحريف أبي داود رواية تظهر عدم مبالاة معاوية بوفاة الإمام الحسن (ع)

روى أحمد بن حنبل في مسنده: (حدثنا حيوة بن شريح، حدثنا بقية، حدثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، قال: وفد المقدام بن معدي كرب وعمرو بن الأسود إلى معاوية، فقال معاوية للمقدام: أعلمت أن الحسن بن علي توفي؟ فرجَّع المقدام، فقال له معاوية: أتراها مصيبة؟ فقال: ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره، وقال: هذا مِنّي، وحسين من علي).
وروى الحافظ الطبراني: (حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي، ثنا محمد بن مصفى، ثنا بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، قال: وفد المقدام بن معدي كرب، وعمرو بن الأسود - رجل من الأسد من أهل قنسرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - إلى معاوية رحمه الله، فقال معاوية للمقدام: أما علمت أن الحسن بن علي توفي؟ قال: فاسترجع المقدام. فقال له معاوية: أتراها مصيبة؟ قال: ولم لا أراها مصيبة؟ وقد وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره فقال: «هذا مني، وحسين من علي»، فقال للأسدي: ما تقول أنت؟ فقال: جمرة أطفأها الله. فقال المقدام: أما أنا فلا أبرح حتى أغيظك اليوم وأسْمِعُكَ ما تكره، ثم قال: إن أنا صدقت فصدقني، وإن أنا كذبت فكذبني. فقال: أفعل. فقال: أنشدك الله، هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن لبس الذهب؟ قال: نعم. قال: أنشدك بالله، هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن جلود السباع والركوع عليها؟ قال: نعم. قال: «فوالله لقد رأيت هذا كله في بيتك يا معاوية»،: «قد عرفت أني لن أنجو منها اليوم يا مقدام»..).

والرواية تكشف عن حقد معاوية على الإمام الحسن (عليه السلام) إلى درجة أنّه لم يبالِ بوفاته ولم يرها مصيبة، ما دعا المقدام إلى أن يُغيظ معاوية بعد هذا الموقف، فقال له: (أما أنا فلا أبرح حتى أغيظك اليوم وأسمعك ما تكره)، وذكر مخالفات معاوية للشريعة الإسلامية وفضحها إغاظةً منه لمعاوية، وهذا المعنى بدا جليّاً للحافظ أبي داود السجستاني، فعمد إلى إبهام اسم معاوية عند نقله للرواية ليخفي شماتته بموت سيد شباب أهل الجنّة.

قال أبو داود في سننه: (حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا بقية، عن بحير، عن خالد، قال: وفد المقدام بن معدي كرب، وعمرو بن الأسود، ورجل من بني أسد من أهل قنسرين إلى معاوية بن أبي سفيان، فقال معاوية للمقدام: أعلمت أن الحسن بن علي توفي؟ فرجَّعَ المقدام، فقال له رجل: أتراها مصيبة؟ قال: ولم لا أراها مصيبة، وقد وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره فقال: «هذا مني، وحسين من علي»...إلخ).

وقد التفت شارح سنن أبي داود (العظيم آبادي) إلى هذا التمويه الذي خلق تشويشاً في معرفة السائل الشامت، فقال: (..[فقال له فلان] وفي بعض النسخ وقع (رجل) مكان (فلان) والمراد بـ(فلان) هو معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنه، والمؤلف لم يصرّح باسمه، وهذا دأبه في مثل ذلك).

الرواية في مسند أحمد بن حنبل (قبل التحريف)

الرواية في (المعجم الكبير) للطبراني (قبل التحريف)
 

الرواية في سنن أبي داود (بعد التحريف)

إشارة العظيم آبادي إلى تحريفات أبي داود السجستانيّ
 

الجمعة، 15 أبريل 2016

كشف التحريفات (٣٣): تحريف القاضي أبو يعلى ابن الفراء الحنبلي رواية لعن النبي (ص) عمرَو بن العاص

بسم الله الرحمن الرحيم
كشف التحريفات (٣٣): تحريف القاضي أبو يعلى ابن الفراء الحنبلي رواية لعن النبي (ص) عمرَو بن العاص

قال القاضي أبو يعلى ابن الفرَّاء الحنبلي في كتابه (إبطال التأويلات لأخبار الصفات): (ثم رأيته بعد ذلك في غريب الحديث لابن قتيبة، فقال: حدثنيه أبو الخطاب زياد بن يحيى بن حسان، قال: نا أبو عتاب، عن عيسى بن عبد الرحمن السلمي، قال: حدثني عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال: «إن فلاناً هجاني وهو يعلم أني لست بشاعر، فاهجه اللهم والعنه عدد ما هجاني»).

ولكننا إذا رجعنا إلى كتاب (غريب الحديث) لابن قتيبة الدينوري، فسنجد أنّ القاضي ابن الفراء قد حرَّف الحديث ليستر اسم عمرو بن العاص، قال ابن قتيبة الدينوريّ: (وقال أبو محمد في حديث النبي صلى الله عليه وسلَّم أنه قال: «اللهم إن عمرو بن العاص هجاني وهو يعلم أني لست بشاعر، فاهجه اللهم والعنه عدد ما هجاني أو مكان ما هجاني»، حدثنيه أبي، حدثنيه أبو الخطاب زياد بن يحيى بن حسان، ثناه أبو عتاب، عن عيسى بن عبد الرحمن السلمي، حدثني عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال ذلك).
وقد زعم محقق كتاب (إبطال التأويلات) أنّه لم يعثر على الحديثِ في (غريب الحديث) وهذا من غريب الحديث!!

الرواية في كتاب (إبطال التأويلات) للقاضي أبي يعلى

الرواية في كتاب (غريب الحديث) لابن قتيبة

الاثنين، 11 أبريل 2016

بسند صحيح: ذو القرنين سُخِّرَ له السحاب ومُدَّتْ له الأسباب

بسم الله الرحمن الرحيم
بسند صحيح: ذو القرنين سُخِّرَ له السحاب ومُدَّتْ له الأسباب 

يتهم الوهابيةُ مذهبَ أهل البيت (عليهم السلام) بالغلو والشرك لقولهم واعتقادهم بالولاية التكوينية لأئمة أهل البيت (عليهم السلام)، ومع أن الشيعة الإمامية يعتقدون أن تصرُّف أئمتهم في الكون هو بأمر الله وقدرته وإرادته، يصرُّ الوهابية على اتهامهم بالغلو، وكأنَّه غابَ عنهم أن التراث الوهابي مليءٌ بنسبة إحداث خوارق العادة والكرامات الكثيرة على يد أفرادٍ ليسوا بأنبياء، ومع ذلك فهم ينكرون ويكابرون!
روى الحافظ المقدسي في كتابه (الأحاديث المختارة، ج2، ص 32، رقم الحديث 409، تحقيق الدكتور عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، الناشر: مكتبة الأسدي - مكة المكرمة): (أخبرنا عبد المعز بن محمد الهروي قراءة عليه بها قلت له: أخبركم محمد بن إسماعيل بن الفضيل - قراءة عليه وأنت تسمع - أنا محلم بن إسماعيل الضبي، أنا الخليل بن أحمد السجزي، أنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا أبو عوانة عن سماك عن حبيب بن حماز، قال: كنت عند علي بن أبي طالب وسأله رجل عن ذي القرنين كيف بلغ المشرق والمغرب؟ قال: سبحان الله، سُخِّرَ له السحابُ ومُدَّتْ لَهُ الأسبابُ وبُسِطَ لهُ النُّورُ. فقال: أزيدك؟ قال: فسكت الرجل وسكت عليٌّ).
ويستفاد من هذه الرواية أنَّ الله أكرم ذا القرنين بالتصرُّفِ في الكون إذ جعل السحاب مسخراً بيده، وجعل أسباب أشياءٍ كثيرة بيده أيضاً، وهذا دليلٌ على جواز جعل الولاية التكوينية للبشر.
وقول أمير المؤمنين (عليه السلام) للسائل: (أزيدك؟) يدلُّ على أنَّ لذي القرنين مواهب إلهية عظيمة أرفعُ مما ذكره، ولكنَّ الرجلَ سكت فلم يزده أمير المؤمنين (عليه السلام).
وهذا الحديث من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) وإن كان موقوفاً عليه إلا أنَّه بحكم الحديث المرفوع إلى رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) كما تقتضيه قواعد الصناعة الحديثية.

 
 

السبت، 2 أبريل 2016

كشف التحريفات (29): تحريف أحمد بن حنبل حديث عزل النبي لأبي بكر عن تبليغ سورة التوبة

بسم الله الرحمن الرحيم
تحريف أحمد بن حنبل حديث عزل النبي لأبي بكر عن تبليغ سورة التوبة

روى النسائي في (السنن الكبرى، ج10، ص 351 - 352، رقم الحديث 8553، الناشر: دار التأصيل) بإسناده عن ابن عباس، وفيها قوله متحدثاً عن إرسال النبي (صلى الله عليه وآله) أبا بكر بسورة التوبة إلى مكّة: (وبعث أبا بكر بسورة التوبة وبعث علياً خلفه، فأخذها منه فقال: «لا يذهب بها رجل إلا رجل هو مني، وأنا منه»).
ويظهر من هذه الرواية :
1- أنَّ أبا بكر ليس من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا رسول الله منه، بينما أمير المؤمنين (عليه السلام) من رسول الله ورسول الله منه، وهذا مقامٌ عظيم يظهر اختصاص أمير المؤمنين (عليه السلام) برسول الله (صلى الله عليه وآله).
2- أنَّ أبا بكر لا يمتلكُ أهليَّةَ تبليغ القرآن، ولو كان كذلك لما عزلَه النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وفي المقابل يكشف هذا عن الأهليَّة التامَّةِ لأمير المؤمنين (عليه السلام).
3- أنَّ أبا بكر إذا لم يكن من رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يصح أن يقوم مقامه في تبليغ سورةٍ من القرآن، فكيف يجوز أن يقوم مقامه في الخلافة وأن يكون في مقام النيابة عنه في إقامة أمور الدين وأحكامه، فإذا لم يجُزْ ذلك في الصغرى، فكيف فيما هو أعظم منها ؟!
إذا عرفتَ هذا، اتضح لك مدى ثقل هذه الرواية على المتعصبين لمذاهبهم دون الحقيقة، ولذلك حُرِّفَتْ الرواية وأُبهم اسم أبي بكر بـ(فلان) لكي لا يضطروا للالتزام بمثل هذه اللوازم التي تُبطلُ مذهبهم في قضيِّة الإمامة، وإلا فلم هذا التحريف والإبهام؟!
روى أحمد بن حنبل في مسنده (ج15، ص 178-179، رقم الحديث 3061، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، الناشر: مؤسسة الرسالة): (ثم بعث فلاناً بسورة التوبة، فبعث علياً خلفه فأخذها منه، قال: لا يذهب بها إلا رجل مني، وأنا منه).
ورواها أيضاً في (فضائل الصحابة، ج2، ص849-850، رقم الحديث 1168، تحقيق: وصي الله عباس، الناشر: دار ابن الجوزي): (ثم بعث فلاناً بسورة التوبة فبعث علياً خلفه فأخذها منه، وقال: «لا يذهب بها إلا رجل مني، وأنا منه»).
ورواها عنه الحاكم النيسابوريّ في (المستدرك على الصحيحين، ج5، ص 339-340، رقم الحديث 4710، الناشر: دار التأصيل):
(ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلاناً بسورة التوبة، فبعث علياً خلفه فأخذها منه، وقال: «لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه).
وسند الرواية عند النسائي وابن حنبل واحد، فابن حنبل يرويها عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن عباس، والنسائي يرويها عن شيخه الثقة محمد بن المثنى عن يحيى بن حماد بمثل إسناد ابن حنبل. والعجيب أنَّ النسائي يروي الرواية عن يحيى بن حماد بواسطة ونقل الرواية كما هي بلا تحريف، ابن حنبل الذي رواها عن يحيى بن حمَّاد مباشرةً تلاعب فيها وحرَّفها.


لمتابعة جديد مدونتنا، على التلغرام:

ملاحظة: على المتصفحين من خلال الهاتف المحمول أن يضغطوا على الصورة لتظهر لهم بوضوح.

الرواية في سنن النسائي


 
 

الرواية في مسند أحمد بن حنبل


 
 

الرواية في فضائل الصحابة


 
 

الرواية في مستدرك الحاكم


 
 

الجمعة، 1 أبريل 2016

وثائق تصحيح بعض علماء السنة رواية تهديد الخليفة الثاني للسيدة الزهراء (عليها السلام)

بسم الله الرحمن الرحيم
وثائق تصحيح بعض علماء السنة رواية تهديد الخليفة الثاني للسيدة الزهراء (عليها السلام)

روى ابن أبي شيبة وغيره من حُفَّاظِ أهل السنَّة رواية امتناع بعض الصحابة عن مبايعة الخليفة الأول وأنهم كانوا يجتمعون في بيت سيدة نساء العالمين (عليها السلام) فجاء عمر بن الخطاب وهددها بحرق البيت عليهم إن لم يخرجوا ويتركوا الاجتماع في بيتها، ما يدلُّ على أنَّ بيعة عددٍ من الصحابة قد سبقها الإكراه والتهديد على الإنصياع لبيعة أبي بكر، وقد صرَّح عددٌ من العلماء والمحققين بصحَّة هذه الرواية، وإليك الوثائق:

أولاً: تصحيح المحقق سعد الشثري رواية ابن أبي شيبة
 
 
 

ثانياً: تصحيح الإمام المُحَدِّث شاه ولي الله الدهلوي للرواية
 
 
 

ثالثاً: تصحيح الشيخ الوهابي حسن الحسيني للرواية
مع حذفه لمقطع التهديد والاستدلال بمقطع مبتورٍ منها على عميق المحبة بين الخليفة الثاني وأهل البيت (عليهم السلام) !!
 

رابعاً: تصحيح الدكتور علي الصلابي للرواية
مع حذفه لمقطع التهديد بل وإنكاره أن يكون موجوداً في مصنف ابن أبي شيبة وقد عرضنا هذا بالوثائق (هنا)
 
 

خامساً: تصحيح الدكتور المحقق بَشَّار عواد معروف للأثر مع إشارته للقصة الحاصلة في الرواية، وإسناد الخطيب البغدادي في تاريخه يشترك مع إسناد ابن أبي شيبة السابق ذكره
 
 

سادساً: تصحيح المحقق خالد الردَّادي للرواية
 
 

ومن كلام المصنف ابن أبي عاصم في أواخر كتابه:

كشف التحريفات (٥١): تحريف رواية نهي أحد الصحابة لعثمان عن المنكر

بسم الله الرحمن الرحيم كشف التحريفات (٥١): تحريف رواية نهي أحد الصحابة لعثمان عن المنكر لا يخفى أنَّ بعض الصحابة كان لهم موقفٌ من بعض أعمال ...